بدء الترتيبات لتسليم صبي كويتي بعد الإفراج عنه من سجن أبو غريب

والده يؤكد أن ابنه اختفى في سورية واعتقل في إيران ثم سلم إلى قوات التحالف في العراق

TT

بدأ الصليب الاحمر الدولي الترتيبات اللازمة لتسلم حدث كويتي في السادسة عشرة من عمره يدعى عبد الرحمن مبارك مشخص البذالي كان قد افرج عنه اخيرا من سجن ابو غريب في العراق بعد اعتقاله من قبل قوات التحالف. وقال والده مبارك البذالي ان ابنه اختفى في سورية واعتقل في ايران، ثم سلم الى القوات الاميركية في العراق. وأضاف خلال اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» امس انه لم يتلق في هذا الصدد الا وعودا للإفراج عن ابنه، داعيا المسؤولين الكويتيين الى وضع قضية ابنه من الاولويات.

وبدوره ذكر النائب الكويتي الدكتور وليد الطبطبائي ان الصليب الاحمر سيسلم البذالي الى ذويه في الكويت باعتباره حدثا وان الاتصالات جارية في هذا الشأن مع ممثلية الصليب الاحمر في عمان، مشيرا الى ان اللجنة الدولية اكدت هذا النبأ خلال اجتماع عقدته اول من امس مع لجنة حقوق الانسان في البرلمان الكويتي.

وكان مبارك البذالي، قد ذكر ان ابنه اختفى عندما ذهب الى سورية خلال شهر رمضان الماضي ولم يسمع عنه شيئا الى ان ابلغه احد الاشخاص انه اعتقل في سجن المباحث السياسية في ايران قبل ان يسلم الى قوات التحالف في العراق.

وكان البذالي قد ابلغ مجلة كويتية في مارس (آذار) الماضي ان سلوك ابنه لم يكن يثير الشك والريبة وليس له على حد علمه أي علاقة بتنظيم «القاعدة» او غيره، وقال انه ابلغ وزارة الخارجية منذ فترة طويلة بقضية نجله عبد الرحمن فقالوا له انهم سيتحركون ويتابعون الموضوع ويبلغونه بإجراءاتهم.

واشار الى ان السلطات الايرانية لم توجه اليه اي تهمة عندما اعتقلته، وان بعض الوسطاء الايرانيين اتصلوا به وابلغوه انه بإمكانهم ان يسلموه نجله على الحدود الايرانية ـ العراقية مقابل مبلغ معين، لكنه فوجئ بعد ذلك عندما علم ان الوسطاء قاموا بتسليمه الى قوات التحالف.

وكشف انه وجه له رسالة عن طريق الصليب الاحمر وأوصاه بان ينتبه لنفسه ويحفظ كتاب الله وان شاء الله الفرج قريب.

وكان عبد الرحمن البذالي قد وجه رسالة الى ذويه في 16 مارس الماضي عبر الصليب الاحمر الدولي قال لهم فيها: «انا مسجون في العراق في سجن ابو غريب، ولله الحمد لا توجد علي اي تهمة، وارجو منكم ان تطالبوا بي في الخارجية الكويتية حتى استطيع ان انتقل من العراق الى الكويت».

واضاف عبد الرحمن في رسالته «ان التهمة التي وجهت له من قبل قوات التحالف هي «الدخول غير المشروع الى العراق»، مؤكدا «ان الوضع العام للسجن المعتقل فيه في ابو غريب جيد وتتوفر فيه كل الخدمات».

اما عن سبب القبض عليه فقال عبد الرحمن في الرسالة انه «قصد العراق للتجارة، لكن الفرصة لم تسنح له لإكمال تجارته بسبب القبض عليه»، داعيا اهله الى تنفيذ وصيته «اذا حدث وافترقت عنكم» وهي «ان تقوموا بتسديد الديون التي علي لدى بعض المحلات التجارية».

وختم عبد الرحمن رسالته بكلمة واحدة وجهها لأهله وهي «لا تحزنوا».

الى ذلك، قال مسؤول الاعلام والنشر في البعثة الدولية للجنة الدولية للصليب الاحمر (فرع الكويت) فؤاد بوابة لـ«الشرق الأوسط» انه «وفقا لما ينص عليه القانون الدولي الانساني فانه يجب ايلاء عناية وحماية خاصة للأطفال والاحداث وضرورة عزلهم عن باقي المحتجزين».

وأكد بوابة ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستستمر في زيارة اسرى الحرب والمحتجزين المدنيين في العراق للوقوف على اوضاعهم.

وبين انه بعد تسليم السلطة للعراقيين في 30 يونيو (حزيران) الحالي سوف يستفيد هؤلاء المحتجزون من الحماية التي كفلتها اتفاقية جنيف.