بلير يعتبر الدستور الأوروبي جيدا لبريطانيا ورئاسة الاتحاد تصفه بـ«الاتفاق التاريخي»

TT

بروكسل ـ وكالات الانباء: أشاد أمس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأول دستور للاتحاد الاوروبي باعتباره تطورا طيبا بالنسبة لبريطانيا، فيما أعلنت الرئاسة الايرلندية للاتحاد الاوروبي، ان دول الاتحاد الخمس والعشرين توصلت في اول قمة بعد توسيع الاتحاد، الى «اتفاق تاريخي» حول اول دستور للتكتل الضخم. وفي المقابل، يتوقع ان يتم تأجيل البت بالرئيس المقبل للمفوضية الاوروبية الى موعد لاحق. ورغم اشادة بلير بالدستور الاوروبي الجديد، فإن عليه الآن تسويقه لدى الرأي العام البريطاني المتشكك في التوجهات الاوروبية وذلك في استفتاء ينظم لاحقا. واذا ما فشل فإن المعاهدة التي وقع عليها أخيرا في بروكسل ستكون في مهب الريح.

وبعد قمة للقادة الاوروبيين اتفقوا خلالها على الدستور في خطوة طال انتظارها، ناشد بلير البريطانيين قائلا «اعطونا الفرصة لطرح قضيتنا من اجل اوروبا مختلفة تتشكل الآن ونستطيع ان نشعر فيها بأننا في بيتنا».

ويقول محللون ان بلير امامه جبل عليه تسلقه فيما تظهر استطلاعات الرأي ان اغلبية البريطانيين يعارضون توثيق العلاقات مع الاتحاد الاوروبي.

وخسر بلير في انتخابات البرلمان الاوروبي الاسبوع الماضي امام المحافظين الذين رفضوا الدستور. وحصل حزب يطالب البريطانيين بالانسحاب من الاتحاد على 16 في المائة من اصوات المقترعين.

وأصر بلير على انه اختار فقط «التكامل» مع أوروبا لما وجد الأمر يناسب بريطانيا وانه احتفظ بالسيادة في القطاعات الرئيسية وهي الدفاع والسياسة الخارجية والضرائب والتأمين الاجتماعي.

وقال جاك سترو في مؤتمر صحافي «لم نقدم تنازلات بشأن القضايا المهمة... لقد حصلنا على الكثير».

وردا على سؤال بشأن ما اذا كان من الممكن ان يفوز في التصويت، قال بلير «يعتمد الامر على ما اذا كان الشعب يستمع لما هو في المعاهدة بالفعل».

واثار قرار بلير اجراء استفتاء ربما في اواخر العام المقبل بهدف تحييد القضية الاوروبية في الانتخابات العامة المتوقعة في مايو (ايار) 2005 عدم ارتياح في أوساط قادة دول الاتحاد الاوروبي الذين يعتقدون انه سيكون عليه بذل جهود كبيرة للفوز فيه.

وفي الداخل سارع المحافظون للهجوم. وقال مايكل انكرام المتحدث باسم حزب المحافظين «هذا الدستور سيكون سيئا لبريطانيا وسيئا لاوروبا. اغلبية الشعب البريطاني وقطاع الاعمال يعارضونه».

تجدر الاشارة الى أن الوزير الايرلندي للشؤون الاوروبية، ديك روش، كان اول من اعلن الاتفاق على الدستورالاوروبي بعد ثمانية وعشرين شهرا من المفاوضات.

واعتبر رئيس الوزراء الايرلندي برتي اهيرن، ان تبني الدستور الاوروبي يشكل «انجازا تاريخيا للاتحاد الاوروبي» بعد التوصل الى اتفاق «ربح فيه الجميع». وقال «اعتقد اننا تمكنا جميعا من انجاز تقدم تاريخي للاتحاد الاوروبي».

واعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان الاتفاق على اول دستور اوروبي يعتبر «يوما عظيما لأوروبا». واضاف «انه اتفاق جيد لأوروبا واتفاق جيد لفرنسا». واعتبر «انه سيتيح لأوروبا ان تعمل بشكل افضل» بعد «تعيين رئيس دائم للمجلس الاوروبي ووزير للشؤون الخارجية».

وعلى صعيد الترشيحات لرئاسة المفوضية الاوروبية، اعلن رئيس الوزراء البلجيكي غي فرهوفشتات سحب ترشيحه للمنصب معربا عن اسفه لاتهامه بمعاداة الاميركيين. وقال في مؤتمر صحافي عقده في نهاية قمة بروكسل «ابلغت رئاسة الاتحاد الاوروبي اني لم أعد مرشحا لهذا المنصب». وقد اصطدم ترشيحه المدعوم من المانيا وفرنسا بمعارضة كثير من البلدان ولا سيما بريطانيا.

وكان قادة الاتحاد قد اعطوا تركيا موعدا أقصاه ستة شهور لاعطائها ردا حول بدء مفاوضات الانضمام او عدمه. وقد منحت تركيا منذ ديسمبر (كانون الاول) 1999 صفة المرشح الا انها تتطلع الى بدء مفاوضات الانضمام.

واعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بروكسل عن امله في ان تبدأ انقرة مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في مارس (آذار) 2005. وقال «نأمل ـ وهذه تطلعاتنا ـ بدء المفاوضات في 2005».