علماء أزهريون لـ«الشرق الأوسط»: الإرهابيون الذين قتلوا الأميركي هم أشد أعداء الإسلام ويروجون للدعاية المغرضة بأن المسلمين وحوش

TT

استنكر علماء أزهريون قتل الرهينة الاميركي بول مارشال جونسون الذي اخطفته جماعة ارهابية منذ أيام في الرياض وقامت بذبحه أول من أمس، مؤكدين ان الاسلام حرم قتل الرهائن أو الاسرى، وانه يجب ألا يحاسب انسان عن اخطاء غيره إعمالا للمبدأ القرآني «ولا تزر وازرة وزر اخرى». وأوضح العلماء أن ذبح الرهينة الاميركي بهذه الطريقة الوحشية على أيدى الارهابيين ليس له سند في الاصول الاسلامية، التي تحض على العدل والرحمة والعفو، مؤكدين ان الاسلام أعطى لغير المسلمين الذين يقيمون في ديار الاسلام عقد الذمة والامان وأنهم في ذمة الله ورسوله ولا يجوز لمسلم بموجب هذا العقد ان يؤذي ذميا أو ينقصه من حقه شيئا. وقال الدكتور عبد الرحمن العدوي، عضو مجمع البحوث الاسلامية بالازهر ووكيل لجنة الشؤون الدينية بالبرلمان المصري ان ما حدث أمر لا يقره الاسلام، الذي أكد في آيات قرآنية كثيرة تكريم الانسان واحترام آدميته. كما دعا الى عدم أخذ إنسان بذنب غيره لقول الله تعالى «وكل نفس بما كسبت رهينة». وشدد الدكتور عبد العظيم المطعني، عضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة واستاذ الدراسات العليا بجامعة الازهر على ان قتل الرهينة الاميركي يتنافى مع المثل الاسلامية العليا، حيث ان الاسلام لم يبح قتل الرهائن أو إساءة معاملتهم. ونوه الدكتور المطعني الى ان الاسلام له ضوابط حتى في التعامل مع الاعداء اثناء الحرب، ومنها عدم قتل الاسرى أوالتمثيل بالجثث، حتى لو تدنوا هم الى هذه الدرجة ومثلوا بجثث المسلمين، لأن مبادئ الاسلام اعلى وأعظم واسمى من كل سلوك بشري. اضاف الدكتور المطعني ان هذه الاعمال ضد الاسلام ولن تخدم قضايا المسلمين وتسيء الى الاسلام والمسلمين وان مثل هذه الاعمال الوحشية يتم استغلالها في وسائل الاعلام في الغرب وفي اميركا للترويج بأن المسلمين وحوش وقساة القلوب رغم ان الواقع غير ذلك. ومن جانبه، أعرب الشيخ توفيق الشريف، المدير العام للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة الذي يضم 80 منظمة وهيئة اسلامية عالمية، عن اسف المجلس الاسلامي العالمي وادانته لقتل الرهينة الاميركي بطريقة وحشية تنم عن انعدام المشاعر الانسانية وسوء الاخلاق لدى هذه العصابات الارهابية. وقال الشريف «ان الاسلام غير مسؤول عن افعال تلك الشراذم الضالة من شياطين الامس، لأن ما قام به هؤلاء الضالون يعد عملا إجراميا وغير إنساني ويعطي أقبح صورة للارهاب، لانه انسان مسالم لا يملك أي وسائل للمقاومة». اما الكاتب الاسلامي جمال البنا فأكد ان قتل الرهينة الاميركي عمل اجرامي ترفضه كل الشرائع السماوية وفي مقدمتها شريعة الاسلام، التي تأمر بالحفاظ على أرواح المستأمنين وأهل الذمة في ديار الاسلام وخاصة الذين لم يدخلوا في حروب ضد المسلمين أو يظاهروا عليهم. واضاف ان «جونسون مسؤول عن اعماله فقط وغير مسؤول عن اخطاء غيره، وايقاع العقاب عليه واخذه بذنب غيره يخالف المبدأ القرآني ولا تزر وازرة وزر اخرى». وقال البنا ان هؤلاء الارهابيين تحللوا من كل المشاعر الانسانية والاخلاق الاسلامية في سبيل تحقيق اهدافهم، مشيرا الى ان «هؤلاء لا يهدفون من وراء ارتكاب مثل هذه الاعمال المنافية للاخلاق الاسلامية الى خدمة الاسلام بل هم اول من يعادي الاسلام ويمزقون الامة».