طائرات أميركية تقصف منزلين في الفلوجة وتقتل 22 مدنيا وتهدد بانهيار الهدنة

* مقتل جندي أميركي في بعقوبة ومهندس برتغالي في البصرة ومهاجمة قافلة لشركة أميركية بقذيفة «آر. بي. جي» في بغداد * حصيلة مواجهات الخميس بين القوات الأميركية و«جيش المهدي» في مدينة الصدر تبلغ 20 قتيلا وجريحا

TT

شنت طائرات هليكوبتر اميركية امس غارة استهدفت منزلين في مدينة الفلوجة وقصفتهما بالصواريخ مما اسفر عن مقتل نحو 22 مدنيا، وتدمير المنزلين وإلحاق اضرار بمنزلين آخرين في الجوار، الامر الذي نظر اليه سكان المدينة على انه اكبر تهديد للهدنة التي تم التوصل اليها بعد عدة اسابيع من المعارك. ومن جانب آخر، اعلن امس ان حصيلة المواجهات التي جرت بين القوات الاميركية وعناصر «جيش المهدي» في مدينة الصدر يوم الخميس الماضي بلغت حوالي عشرين عراقيا بين قتيل وجريح.

وفتش اهالي مدينة الفلوجة الذين اصابهم هجوم الطائرات بالصدمة، وسط انقاض المنزلين المدمرين بحثا عن ناجين. وعند مدافن الشهداء في الفلوجة أقام السكان صفين من 22 قبرا.

وقال أحد العاملين في المدافن ويدعى أحمد حسن «أحضروا 22 جثة لأطفال ونساء وشبان».

وقال الطبيب محمد اسماعيل «نقلت الى مستشفى الفلوجة 18 جثة كما تم نقل ثمانية جرحى» بعد ساعات من الغارة. الا ان الاهالي الذين قاموا بتشييع الضحايا اكدوا انهم دفنوا 22 جثة، موضحين ان العديد من الضحايا نقلوا مباشرة من مكان الهجوم في حي الجبيل الى المناطق الجنوبية عند اطراف المدينة. وقال سكان في المدينة ان ثمة جثثا لا تزال تحت انقاض المنزلين المدمرين، حيث بادر مدنيون الى اسعاف الجرحى ونقل الجثث قبل وصول اجهزة الدفاع المدني والاسعاف. وقال احد الشهود ان طائرة اميركية اطلقت صاروخا على اربعة منازل في حي الجبيل مما ادى الى تدمير منزلين بالكامل وتضرر اثنين آخرين. واعرب اهالي المدينة عن خشيتهم من انهيار الهدنة الهشة التي لا تزال سارية في المدينة واطرافها منذ مطلع مايو (ايار) الماضي. وقال احدهم ان القوات الاميركية ربما تعيد النظر بالاتفاق الذي توصلت اليه بتولي «لواء الفلوجة» مسؤولية الأمن في المدينة، مما يفتح الباب على مصراعيه لعودة القتال بين مسلحي المدينة والقوات الاميركية.

وكان سلاح مشاة البحرية الاميركي طوق الفلوجة في ابريل (نيسان) ودخل بعض احياء المدينة السنية حيث واجه مقاومة شرسة. وجاءت العملية الاميركية بعد هجوم في المدينة استهدف اربعة عناصر أمنيين اميركيين قتلوا في 31 مارس (آذار) وتم التمثيل بجثتي اثنين منهم. وانتهت العملية بانسحاب المارينز مطلع مايو (ايار) من مواقعهم داخل الفلوجة حيث ادت المواجهات الى مقتل المئات من العراقيين والعشرات من الجنود الاميركيين.

وتعرضت قافلة تابعة لشركة «كيلوغ، براون اند روت» الاميركية لهجوم بالمتفجرات امس في بغداد، حيث اشتعلت النيران في احدى شاحناتها، لكن لم يسجل وقوع اصابات. وقال شهود عيان ان القافلة التي تضم حوالي عشرين سيارة كانت في الضواحي الشمالية للعاصمة العراقية عندما هوجمت بقذيفة مضادة للدبابات (آر. بي. جي) او بعبوة ناسفة. وأكد جندي اميركي في مكان الهجوم طالبا عدم الكشف عن هويته «ان سيارة اصيبت بعبوة ناسفة او آر. بي. جي». واضاف «كانت ضمن القافلة التابعة لكيلوغ، براون اند روت، ولم يصب احد بجروح».

وشركة «كيلوغ، براون اند روت»، وهي تابعة للمجموعة الاميركية «هاليبرتون» التي كان يديرها سابقا نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، مكلفة بعدد كبير من مشاريع اعادة الاعمار في العراق.

وأكد سكان في حي الشعلة ان موظفين أمنيين في القافلة اوقفوا شخصين بعد الهجوم. وقال احدهم «كانت القافلة تضم حوالي عشرين سيارة. والشاحنة التي اصيبت كانت احدى السيارات الاخيرة فيها واستخدم المهاجم قذيفة آر. بي. جي». واضاف ان الراكبين في الشاحنة قفزا منها عندما احترقت واستقلا سيارة. وقال «بدأ الاميركيون بإطلاق النار قرب الشارع الرئيسي واوقفوا شخصين».

وقال العميد وليد خالد عبد السلام، رئيس الشرطة في محافظة ديالى التي تعتبر بعقوبة كبرى مدنها، ان القوات الاميركية انسحبت من قرية بهرز بعد عملية استمرت يومين. واوضح «ان الجنود الاميركيين غادروا المنطقة تاركين وراءهم دمارا كبيرا»، مؤكدا ان عددا من المساكن لحقت بها اضرار كبيرة. واعلن الجيش الاميركي انه قتل اثنين من المتمردين اول من امس في المنطقة وخمسة آخرين يوم الخميس الماضي. وبحسب الشرطة، فان الجيش الاميركي دخل بهرز بحثا عن المسلحين.

واشار عبد السلام ومستشفى بعقوبة الجمعة الى سقوط 54 جريحا في الاشتباكات بين مسلحين والجنود الاميركيين في بهرز حيث جاء مقاتلو مناطق اخرى في ديالى لمساندة المتمردين في المنطقة. واعلنت متحدثة باسم الجيش الاميركي امس ان جنديا اميركيا قتل مساء اول من امس في تبادل اطلاق نار مع مسلحين قرب مدينة بعقوبة. واوضحت المتحدثة «ان جنديا من فرقة المشاة الاولى قتل في 18 يونيو (حزيران) بعد هجوم للقوات المعادية للعراقيين على وحدته تبعه تبادل اطلاق نار». واضافت ان «الجندي نقل الى مؤسسة طبية قريبة حيث تأكدت وفاته».

وبمقتله، يرتفع الى 615 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في ساحة المعركة منذ بدء الاحتلال الاميركي للعراق في مارس (آذار) 2003، بحسب حصيلة اعدت استنادا الى بيانات الجيش الاميركي والبنتاغون.

واعلن الجيش الاميركي امس ان حوالي عشرين عراقيا قتلوا او جرحوا في اشتباكات وقعت الخميس الماضي في مدينة الصدر.

وقال متحدث باسم الجيش الاميركي «ان دوريات عدة حول مدينة الصدر هوجمت بالسلاح الخفيف او القذائف المضادة للدبابات طيلة النهار»، في اشارة الى معارك وقعت يوم الخميس الماضي في هذه الضاحية.

وأكد المتحدث «ان حوالي عشرين متمردا قتلوا او جرحوا». واوضح ان مجموعات مسلحة صغيرة استهدفت دوريات اميركية حول مدينة الصدر التي يوجد فيها العديد من انصار وعناصر الميليشيا التابعة لمقتدى الصدر.

ورفض المتحدث توضيح عدد القتلى بدقة في صفوف المهاجمين، مؤكدا «لم تقع خسائر في صفوف قوات التحالف ولم تلحق اضرار بأي من معداتنا».

وقال الكابتن الاميركي براين اومالي «ان قنبلة يدوية انفجرت مما اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين عراقيين وجرح ثلاثة من جنودنا». واضاف ان القنبلة كانت مخبأة قرب سوق في مدينة الصدر، مؤكدا ان القنبلة كانت تستهدف قافلة للجيش الاميركي.

وقتل برتغالي وعراقيان في انفجار قنبلة امس على طريق جنوب البصرة. وقال مسؤول قسم الطوارئ في المستشفى اسماعيل المولى «ان جثة برتغالي مسجل تحت اسم روبرتو كارلوس يعمل لشركة (الاتصالات) «الاثير» نقلت الى مستشفى البصرة بعد هجوم على الطريق المؤدية الى الزبير».

وصرح ضابط في الشرطة من جهته بأن الانفجار ادى الى مقتل عراقيين اثنين، هما شرطي مكلف حماية المنشآت النفطية وآخر يعمل في القطاع النفطي، واصابة سائقهما العراقي بجروح».

وقال الضابط سرمد مرزوق ان هؤلاء الاشخاص كانوا في سيارة جيب تابعة لشركة الهاتف الجوال «الاثير» التي تعمل في جنوب العراق.

ونقلت وكالة الانباء البرتغالية (لوزا) عن مساعد المدير العام للشؤون القنصلية والطوائف الدينية سيمويس بنتو قوله ان السفارة البريطانية في بغداد اكدت مقتل البرتغالي في انفجار وقع قرب البصرة حيث ترابط القوات البريطانية. وأكد بنتو مقتل انطونيو جوزيه مونتايرو ابيلها المتحدر من ايلفاس (جنوب البرتغال) والذي لم يكن مسجلا في سفارة البرتغال في بغداد.

الى ذلك اشار ضابط في الشرطة طلب عدم كشف هويته ان عراقيا آخر اصيب بجروح فيما كان في سيارة لحقت بها اضرار ايضا اثر انفجار العبوة التي زرعت على حافة الطريق على بعد ثلاثة كم جنوب البصرة.