المصري المخطوف في العراق لـ«الشرق الأوسط»: الخاطفون حملونا هدايا وسمحوا لنا بالاتصال بالأهل ولكني لن أعود قبل استقرار الوضع

TT

بعد قضائه ثمانية عشر يوما رهن اعتقال جماعات غير معروفة في احدى مناطق الفلوجة (غرب العراق)، افرج الخاطفون عن الرهينة المصري فكتور توفيق الذي يعمل سائق شاحنة لدى احدى الشركات الكويتية.

التقت «الشرق الأوسط» بالمختطف بعد انتهاء محنته لتنقل على لسانه تفاصيل عملية الاختطاف ثم اطلاق سراحه، وبدأ بسرد الحكاية قائلا: «كانت شاحنتي ضمن قافلة مكونة من 6 شاحنات اخرى مملوكة لشركة كويتية عندما تعطلت اثنتان منها، واحدة اسوقها انا والاخرى لسائق تركي، اضطررنا للتوقف قليلا ودخلنا بعدها الى مدينة الفلوجة. وعند جامع الروضة المحمدية اوقفنا الخاطفون واقتادونا الى احدى مناطق الفلوجة داخل بيت تسكنه احدى العوائل. وهناك بدأ التحقيق معنا واتهمونا باننا نحمل مواد ومؤونة الى القوات الاميركية، لكننا اكدنا لهم اننا مجرد سائقين متعاقدين مع شركة كويتية ولا علاقة لنا بالجيش الاميركي».

* وكيف كان تعامل الخاطفين معكما؟

ـ لم نتعرض الى أي أذى ابدا، بل بالعكس كان تعاملهم معنا هادئا وكانوا يوفرون لنا كل ما نطلبه منهم.

* وهل سألوكما عن انتماءاتكما الدينية؟

ـ لم يحدث هذا، بل انني قلت لهم بشكل طوعي انني مسيحي وزميلي التركي مسلم ولم يتطرقوا الى هذه المسألة مطلقا.

* وما هي تفاصيل الايام الثمانية عشر التي قضيتها في ذلك البيت؟

ـ كنا نجلس في غرفة واحدة انا والسائق التركي وبدون قيود، وكنا نرى في التلفزيون المنصوب في غرفتنا تفاصيل مطالبة بعض الجهات بإطلاق سراحنا وشاهدنا وزير الخارجية المصري وهو يقول انهم مستعدون لإرسال وفد للتفاوض حول هذا الامر وكذلك مطالبة شيخ الازهر والبابا شنودة.

* وهل بدت استجابة من قبل الخاطفين لتلك النداءات؟

ـ كانوا يقولون ان اعتراضهم الوحيد علينا هو اننا قد نوصل بعض الاشياء الى القوات الاميركية وكنا نصر على اننا لا نعرف هذه التفاصيل. وعندما طلبنا منهم السماح لنا بالاتصال بأهلنا وفروا لنا ذلك من خلال احد الصحافيين الذي كان يحمل هاتفا جوالا وتم الاتصال بالأهل في مصر وكذلك للزميل التركي.

* وكيف تم الافراج عنكما؟

ـ في اليوم الثامن عشر جاء شخص منهم وقال لنا انهم سيفرجون عنا على ألا نعاود حمل الاغراض في شاحنات للجيش الاميركي وتم تسليمنا بعض الهدايا واعطوا السائق التركي نسخة من (القرآن الكريم) واعطوني لعبة هدية لاطفالي. وودعونا الى السيارة التابعة للتلفزيون التركي التي اخذتنا الى السفارة التركية وهناك جاء السفير المصري وتسلمني.

* وماذا تقول بعد هذه التجربة؟

ـ لن اعود الى العراق الا بعد استقرار الاوضاع فيها، وما حدث لي هنا مسألة طبيعية في ظل غياب الأمن والاستقرار ولكني اؤكد ان الخاطفين لم يمسونا ابدا بأي سوء واتمنى للعراق الاستقرار والحرية.

وقال الدكتور فاروق مبروك سفير مصر لدى العراق معلقا على حادث الاختطاف والافراج عن فكتور «عند سماعنا خبر الاختطاف اتصلنا بكل الجهات الرسمية والشعبية وبعض الجهات الدينية للمساهمة في الافراج عن المختطفين، وبالنسبة لفكتور كان هناك اهتمام واسع بقضيته في مصر على المستويين الرسمي والشعبي واخذت بعدا واسعا، واستغل الفرصة من خلال «الشرق الأوسط» لأسجل شكري لكل من ساهم في اعادة فكتور الى صعيد مصر والى اهله واطفاله الثلاثة.

وقال ردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك مخاوف على الجالية المصرية في العراق في ظل الظروف الاستثنائية الحالية، قال السفير المصري «لا وجود للخوف مطلقا وأي قضية يتعرض لها المصري هنا يتعرض لها العراقي بنفس الخطورة وندعو الله ان يعود الاستقرار وينتهي الاحتلال ويعود العراق الى احضان العالم العربي سليما معافى. لا بد لنا ان نتفاءل بالمستقبل وحتما سيكون المستقبل للطريق الصحيح ونتمنى السلام للجميع».