رحلة الموت على الطريق السريع المؤدي إلى مطار بغداد الدولي

TT

بغداد ـ رويترز: على من يرغب في السفر لقضاء اجازة خارج العراق أن يرتدي سترة واقية من النيران وهو على الطريق الى مطار بغداد الدولي. وربما يكون «طريق الموت» الى المطار الذي يعرف أيضا بطريق قذائف (آر. بي. جي) الصاروخية أكثر الطرق خطورة في العراق.

وتعرضت عشرات القوافل العسكرية الأميركية والغربيين لهجمات في مكامن متطورة نصبها رجال المقاومة حصدت أرواح العشرات على طول الطريق.

قال واحد من مئات مستشاري الأمن الغربيين المكلفين بحماية الاجانب في العراق «طبقا لأحدث معلومات هناك هجوم واحد ناجح كل يومين على ذلك الطريق. انه منطقة شديدة المخاطر».

ولا تبدر اي نية لدى رجال المقاومة للتوقف ويزرعون القنابل على جانب الطريق أو يطلقون القذائف الصاروخية أو يطلقون النار من سيارات متحركة على الطريق السريع الذي يضم ست حارات مرورية.

يقول مستشارو الأمن الغربيون ان أكثر من 50 هجوما وقع على ذلك الطريق منذ أوائل ابريل (نيسان) الماضي. ويحاولون استنباط أنماط للهجمات بلصق أوراق على خرائط وينصحون بالسير على طرق خلفية بدلا من الطريق السريع.

وتزايد الطلب على الرحلات الجوية الخارجة من بغداد زيادة مثيرة منذ أبريل الماضي. عندما جعلت عمليات الاختطاف والاشتباكات العنيفة بين القوات الأميركية والمقاتلين السفر برا الى الاردن أو الكويت المجاورين محفوفا بالمخاطر.

لكن لم يصحب تحسن الاعمال تحسن في الأمن على الطريق السريع الذي يبلغ طوله ثمانية كيلومترات ويؤدي الى المطار الذي يخضع لحراسة مشددة. وتصاعد أول من أمس الجمعة دخان أسود كثيف من شاحنة بعدما أصاب رجال المقاومة قافلة.

وسحب غربيون يرتدون سترات واقية عربة اخرى لحقت بها أضرار مع شاحنة ومقطورة، فيما قام جنود أميركيون متوترون من بينهم قناصة بتأمين المنطقة وحومت فوقها طائرات هليكوبتر.

وقال صبي صغير لوكالة «رويترز» فيما بدأ زملاؤه سلب السيارة المحترقة «انحرفت سيارة «بي إم دبليو» من على الجسور ووقفت هنا وانتظرت مرور القافلة ثم فتحوا النيران».

انه مشهد مألوف في المنطقة المحاصرة بين منطقتي العامرية التي تسكنها أغلبية سنية والشعلة التي تسكنها أغلبية شيعية، حيث توفر الاحياء المكتظة بمنازل بلون الرمال مخبأ لمقاومين مسلحين ببنادق (ايه كي 47) وقذائف صاروخية.

وقطع الجيش الأميركي الاشجار التي يتخذ منها رجال المقاومة ساترا. لكن المباني الخاوية ما زالت توفر أماكن للاختباء. وتمر بسرعة قوافل من سيارات همفي حاملة جنودا يصوبون أسلحتهم في كل اتجاه.

ويعمل رجال المقاومة في مجموعات صغيرة ويعرفون جيدا التضاريس والشوارع الجانبية والجسور ويتبادلون مع بعضهم الرسائل من خلال أجهزة اللاسلكي أو الهواتف الجوالة الى أن يتخذ المهاجمون استعدادهم مع اقتراب قافلة.

وإحدى الهجمات التي أثارت الدهشة وقعت في الخامس من الشهر الحالي عندما قاد رجال المقاومة عربات من ذات الدفع الرباعي مشابهة لتلك التي يستخدمها غربيون في بغداد واقتربوا من قافلة وفتحوا النار، ولقي أربعة غربيين حتفهم. وقال مستشار أمن غربي آخر «الاتجاه الاحدث هو أن يبدو الامر غير مؤذ بقيادة عربات كالتي يستخدمها الاجانب».