«مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة تواجه مصيرا مجهولا في العراق الجديد

TT

معسكر أشرف (العراق) ـ أ.ف.ب: تواجه منظمة «مجاهدين خلق» الايرانية المعارضة المسلحة التي استقرت في منفاها في العراق خلال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مستقبلا مجهولا في اعقاب محاولات لاخراجها من عراق ما بعد صدام.

ويبلغ عدد افراد المنظمة التي شنت هجمات مسلحة لزعزعة استقرار الجمهورية الاسلامية، حوالي اربعة آلاف شخص موجودين في معسكر اشرف على بعد 115 كيلومترا شمال شرقي بغداد.

وتجمع آلاف الاشخاص الاسبوع المنصرم لدعم المنظمة التي استقرت في العراق خلال الحرب الايرانية ـ العراقية في الاعوام من 1980 إلى 1988، في الوقت الذي تحيي فيه الجماعة الذكرى الاولى لاعتقال زعيمتها في عملية مداهمة في باريس في 17 يونيو (حزيران) 2003.

الا ان بعض المسلمين العراقيين الشيعة المقربين من القيادة الايرانية، يرغبون في التخلص من المنظمة التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية.

وكان مجلس الحكم الانتقالي العراقي السابق قد اعلن في اواخر عام 2003، انه سيطرد الجماعة الا انه لم ينفذ ذلك.

وصرح اكبر صباح بودي المتعاطف مع الجماعة والذي يعيش في فرنسا انه «اذا ارادت الحكومة الجديدة التحرك ضد الارهاب فيجب ان تكون لها علاقات جيدة مع مجاهدين خلق».

وأول ما يراه الضيوف عند دخولهم المعسكر صورة ضخمة لمريم رجوي زعيمة المنظمة، التي اعتقلت في فرنسا قبل عام، وقد علقت على المدخل.

وداخل المعسكر يرتدي اعضاء «مجاهدين خلق» من الرجال القبعات بينما ترتدي النساء الحجاب. وفوق منصة جلس حوالي 20 شيخا وزعيما وعلقت صورة كبيرة اخرى لمريم رجوي وهي تبتسم وتحمل في يدها حمامة بعد يوم من اطلاق السلطات الفرنسية سراحها.

ويقول علي محمدي المؤيد لمنظمة «مجاهدين خلق» والذي يعيش في روما، مشيرا الى آلاف الناس الموجودين في المعسكر «ان وجود هذا العدد الكبير من الناس هنا يظهر دعمهم لمجاهدين خلق».

ووافقت «مجاهدين خلق» على نزع اسلحتها في مايو (ايار) 2003 في اعقاب اتفاق ابرم مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يحتل العراق.

ويكرس اعضاء المنظمة الـ4000 الذين يعيشون في المعسكر، انفسهم «للتدريب السياسي» لكي يصبحوا مسؤولين في دولة ايرانية مستقبلية.

وقال اكبر صباح بودي انه «بعد 30 من الشهر الحالي لا يهم ما اذا كان الاميركيون او العراقيون هم الذين يدعمون مجاهدين خلق، ما يهم هو ان يواصل مجاهدين خلق العيش هنا».

واضاف علي محمدي «نريد من الولايات المتحدة ألا تدعم ايران وان ترفعنا عن قائمة الجماعات الارهابية».

وجاء بعض الشيوخ العراقيين كذلك الى المعسكر لإظهار تأييدهم لمجاهدين خلق التي وضعتها الولايات المتحدة على قائمة الجماعات الارهابية في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 على نيويورك وواشنطن.

وقال خماس ابراهيم علي من عشيرة الزاوي «لن نسمح لأحد بمهاجمتهم».

بينما اكد فيصل علاوي زعيم عشيرة الندى «بعد سقوط النظام، اقام مجاهدين خلق نقاط تفتيش قرب الحدود الايرانية لحمايتنا. وجاء الدور علينا لمساعدتهم».

اما الشيخ الشيعي علي الشمري المتحدر من مدينة النجف فقال ان «آلاف» الجواسيس الايرانيين تسللوا الى العراق لإثارة المتاعب لمجاهدين خلق.

وقالت انتصار محمد التي تدير دار ايتام بغداد انها زارت المعسكر لدعم النساء الايرانيات، مضيفة ان مجاهدين خلق ساعدوا في تمويل دار الايتام.