بعيدا عن الأجواء الرسمية: ردهات الفنادق تتحول إلى غرف اجتماعات لرجال الأعمال السـعوديين

TT

على ايقاع موسيقى خافتة لـ«زامفير» تتحلق مجموعة من رجال الاعمال السعوديين مع مستثمرين من دول اخرى يتناولون القهوة العربية في باحة بهو فندقي فخم يطل على كورنيش جدة لمناقشة تفاصيل صفقات تجارية مشتركة، وهم منشغلون عمن حولهم بكسب الوقت وتصفح الاوراق التي امامهم والتعامل مع مرؤسيهم باشارات واضحة ومفهومة بينهم.

ويفضل الجيل الجديد من رجال الأعمال إنجاز صفقاتهم التجارية، واجتماعاتهم العملية في ردهات الفنادق الفخمة بعيدا عن المكاتب المغلقة واجواء الاجتماعات الرسمية، لتبدو اجتماعاتهم أكثر حميمية، الأمر الذي يساعد في إنهاء العمل بشكل سلس وسريع.

يقول رجل الاعمال فارس القحص وهو صاحب مجموعة دولية في البولينج ومراكز الترفيه إنه يفضل عقد لقاءاته العملية في «اللوبي» الفندقي كونه يتفاءل بهذه الأجواء الهادئة، وهو ما زال يذكر اول صفقة استثمارية وقعها بالقول: «كنت مشحونا ولم ادخل مجال الاحتراف والمفاوضات مع شركاء يختلفون معي في اللغة والعادات ووجدت ان اللوبي الفندقي او الهول كما نسميه وجدته (مكانا محايدا) يرضي الطرفين».

ويقول محمد العفيف وهو صاحب شركة استثمارية تنشط في مجال تجارة الاكسسوارات التقليدية انه اعتاد بحكم سفراته الكثيرة على أجواء الفنادق ويرى بأن اللوبي الفندقي يساعد في فهم نفسية الطرف الآخر وعاداته ويمهد لخلق اجواء شخصية تكسر حدة الاختلافات التي تظهر عادة في اللحظات الاخيرة التي تسبق التوقيع النهائي.

محمد الجرف مدير فندقي ترأس مجموعة من الفنادق العالمية يقول إن امكانيات الفنادق من صالات مساندة ومطاعم متكاملة توفر للعميل او رجل الاعمال فرصة مكانية افضل لتحديد اختياراته من دون الدخول في تفصيلات مكانية قد لا يسعفه الوقت بالتعاطي معها.

ويعتقد الجرف ان اغلب رجال الاعمال يفضلون النزول بالفنادق على الشقق المفروشة او ما سواها ويفضلون عقد اجتماعاتهم في لوبيات الفنادق نظرا لجهل بعضهم بالمدن التي ينزلون بها وثانيا لطبيعة المناورة الاقتصادية التي تجعلهم لا يفضلون الذهاب بانفسهم الى مقرات الشركات التي يتعاملون معها.

ويزيد بالقول محمد الرفاعي مدير العلاقات العامة والمبيعات في فندق الانتركونتيننتال بجدة بأن التقليد بين رجال الاعمال احدى السمات الاساسية التي تطبع السلوك العام للعديد من المتعاملين معهم. كما يرى بأن لوبيات الفنادق توفر نوعا من «البرستيج» بين رجال الاعمال انفسهم خاصة متى ما كان الشريك الاخر او المستثمر من العيار الثقيل. ويضيف الرفاعي ان فئة المحامين واصحاب الشركات الصحية هم اكثر الفئات التي تتعاطى مع مفهوم «اللوبي» كمكان مفضل للاجتماعات تليهم فئة العقاريين الذين يتميزون عادة بكثرة الموجودين في الجلسة الواحدة وهو ما يعزوه الى وجود وسطاء في معظم الصفقات العقارية.

وحسب مدير الاطعمة والمشروبات باحد الفنادق الفخمة في جدة (فضل عدم كشف هويته) يقول إنه اعتاد على ملاحظة «ان اوراق الصينية التي عادة ما تحمل شعار الفندق وتقدم عليها طلبات الضيافة عادة ما تعود وعليها بعض الارقام المكتوبة التي تصل اصفارها احيانا الى ارقام فلكية، معزيا ذلك الى تواتر حمى المفاوضات التي نجعل بعض رجال الاعمال يتخلون عن برستيجهم ويبدأون برصد ارقام حسابية سريعة لاتخاذ قرارات نهائية بالموافقة او الرفض».

ويشير الى أنه يعطي اوامره لموظفيه بتقديم الخدمة لهذه الجلسات التجارية بشكل سريع ومن دون مقاطعة لهؤلاء الضيوف الذين يفضلون عادة الصمت كلما قاطعهم احد حتى لو كان بتقديم العصائر أو المشروبات المطلوبة..ويضيف بان «سيدات أعمال سعوديات خاصة في مدينة جدة بدأن يفضلن لوبيات الفنادق لعقد اجتماعاتهن العملية في مكان مفتوح خاصة عندما يكون نظرائهن مستثمرين من الرجال سواء من الداخل أو الخارج».