كتب التفسير والصحاح والتاريخ الأكثر حضورا في معرض للكتاب في سوق خردة حراج الدمام

TT

من يذهب إلى الحراج يعرف حقيقة واحدة أن في هذا المكان يمكن أن يُشترى منه أثاث أو أجهزة كهربائية أو ما شابه ذلك من الأدوات المستعملة أو حتى الجديدة. لكن لن يفكر أحد في أن هناك مكتبة تفتح باستمرار لزبائن الحراج، فلكل مكان مثقفوه وثقافته أيضاً. فهذه المكتبة لا تروج لثقافة المكان وإنما تروج لثقافة أشمل وأوسع من خلال الكتب التي تعرضها والتي يغلب عليها الطابع الديني مثل الموطأ والبداية والنهاية وصحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرها من كتب الفقه والحديث والتراجم والسير، كما تحتوي إلى جانب ذلك على القليل من كتب علم الاجتماع وعلم النفس والشعر والنقد والرواية أحياناً. هذه المكتبة المفتوحة في الهواء الطلق، عبارة عن أنقاض مكتبات كانت قائمة قبل أن يخسر أصحابها تجارتهم عندما كانوا يحاولون تسويق المعرفة والثقافة بحسابات الربح والخسارة أو قبل أن يطوي الموت مالكيها لتتحول هذه المكتبة إلى تركة تقسم مالاً على الورثة لتذهب الكتب إلى الحراج لتباع فيه بالمزاد، ومن ثم تعرض في مكتبة الحراج التي تسوق الثقافة بجوار الخردة والأجهزة الكهربائية والأثاث المستعمل وغير ذلك من بسطات الحراج. مكتبة الحراج عبارة عن بسطة صغيرة في شارع التلفزيون أحد شوارع سوق الخردوات حيث تتناثر محتوياتها على ثلاث طاولات تحتوي على الكتب والمجلدات وقصص الأطفال والأقلام والدفاتر ولكنها وإن بدت صغيرة فإنك لن تجد من يزاحمك على محتوياتها إلا نادراً حين تجد أحدهم يرفع كتاباً محدداً سعره خمسة ريال بينما سعره لدى صاحب المكتبة ثمانية ريالات وتتعجب كثيراً عندما تسمع المفاصلة في السعر وكأن المعروض قطعة خردة. وحتى إذا كانت الأسعار مغرية فكتاب مثل الموطأ ثمنه لا يتجاوز ثمانية ريالات وصحيح البخاري أو صحيح مسلم بنفس السعر تقريباً، فإن المفاصلة ستبقى سيدة الموقف للشراء بأقل الأثمان. صاحب المكتبة علي باوزير يقول «مكتبتي هذه توفر الكتاب الرخيص لمن يريد القراءة فالأسعار هنا لا تتجاوز عشرة ريالات للكتاب الواحد، بينما مجلد مثل البداية والنهاية لا يتجاوز سعر الجزء الواحد ستة ريالات، هذه الأسعار أقل من نصف السعر وقد تصل إلى الربع من السعر الحقيقي للكتاب، وفي أحيان كثيرة لا تكاد تذكر مقارنة بالسعر الحقيقي للكتاب»، مبيناً انه لا يوفر المجلدات بكامل أجزائها فمن يريد ذلك عليه الذهاب إلى المكتبات الكبيرة فمكتبته توفر الكتب للهواة فقط ومن يريد تكوين مكتبة متواضعة على حد قوله. ويضيف ان أكثر الكتب مبيعاً قصص الأطفال لأن سعرها لا يتجاوز ريالين فقط.

باوزير يوفر الكتب لرواد مكتبته في الحراج من المكتبات الشخصية التي قرر أصحابها التخلي عنها كما يقول أو من خلال المكتبات الكبيرة التي تقوم بتصفية ما لديها من كتب حيث يقوم مع مجموعة من المشترين بشراء هذه الكتب بسعر الجملة، وبعد أن يأخذ نصيبه من الصفقة يقوم بعرضها في الزاوية المخصصة له في الحراج ولا يهم بعد ذلك سعر بيع الكتاب، المهم أن يجد الزبون ما يحفزه على الشراء والدفع نقدا.