تنظيم «مهرجان المرأة والطفل الأول» للتعريف بـ«مرض التوحد» في السعودية

TT

تمايلت الصبايا على مسرح الملك عبد العزيز التاريخي بمدينة الرياض بمصاحبة أنغام الأهازيج الوطنية والأغاني الشعبية التي قدمتها فرقة نجد النسائية إيذانا بانطلاقة «مهرجان المرأة والطفل الخيري الأول» الذي نظمته الجمعية السعودية الخيرية للتوحد الأسبوع المنصرم تحت رعاية الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي حرم الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز.

وتم خلال الحفل التعريف بالجمعية التي تأسست عام 2003م وبأهدافها من خلال عرض شامل ركز على ابراز أهداف الجمعية وسعيها لتبني السياسات والبرامج المساهمة في تطوير وتكثيف الخدمات الشاملة التي يحتاجها المصابون بمرض «التوحد» وأسرهم بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخيرية والأهلية، بالإضافة لإنشاء قاعدة معلومات حول حالات التوحد بكافة أنواعها وحصر المراكز التشخيصية والمراكز التي تقدم أوجه الرعاية والتأهيل المختلفة لهذه الفئة في المملكة بإعداد بروتوكول وطني موحد طبي، نفسي، تربوي يساهم في توحيد الإجراءات وسرعة اكتشاف الحالات واعتماده مع الجهات ذات العلاقة ليصبح ملزما للجهات التي تقدم الخدمات التشخيصية. بجانب ذلك يهدف برنامج الجمعية لنشر الوعي حول قضية التوحد وأعراضها وأساليب ومراكز تشخيصها بما يساهم في إنجاح الجهود الهادفة لاكتشاف الحالات والتدخل المبكر لإدماجها في المجتمع وتشجيع ودعم الدراسات والأبحاث المتعلقة بمرض التوحد.

وفي السياق ذاته أشار الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية للتوحد إلى أن مجلس إدارة الجمعية اقر خطة تتضمن دعم موارد الجمعية من خلال تنظيم العديد من النشاطات والفعاليات الموجهة لخدمة المجتمع ومنها «مهرجان المرأة والطفل الخيري الأول».

وطالب المهتمين بمرض التوحد تشجيع الدراسات المتعلقة بهذا المرض والعمل على إيجاد دليل وطني موحد لتشخيص الحالات بالتعاون مع الجهات والقطاعات المعنية في جميع مناطق المملكة. وفي محاضرة تعريفية بمرض التوحد عنوانها «التوحد وماهيته، أعراضه وكيفية التعامل معه» ذكرت منال الخطيب وهي اخصائية في مجال التربية الخاصة، أن أعراض التوحد تبدأ بالظهور في سنوات الطفل الأولى، وتلاحظ الأم ذلك من خلال اضطراب في النمو العصبي يؤدي لقصور في العلاقات الاجتماعية ومهارات التواصل واللغة بالإضافة للحركة المتكررة والاهتمامات المحدودة. وتؤكد الخطيب أن الدراسات التي أجريت في أوروبا وأميركا تقدّر نسبة انتشار التوحد «الشديد» بـ5 إلى 10 آلاف مولود، بينما تراوحت بين 5 إلى 15 من أصل 10 آلاف مولود لاضطراب التوحد بجميع درجـاته التي تشمل الذكور والإناث على حد سواء.

وعن الأعراض أوضحت الخطيب أنها تتعدد وتتنوع وأنها تختلف من شخص إلى آخر، ومن النادر أن نجد طفلين متشابهين تماماً من ناحية الأعراض، ويرجع ذلك إلى تنوع العوامل المسببة لإعاقة التوحد. وتطرقت المحاضرة إلى طرق التدخل والعلاج الذي يبدأ بالعقاقير الطبية والحميات الغذائية، بجانب التأهيل التربوي والتحليل السلوكي. وبينت ان مرض التوحد بصفة عامة لم يكتشف علاج يؤدي للشفاء منه، حتى الآن. وان أبرز البرامج المتبعة عربياً في أكثر من 13 دولة هو برنامج «تيتش» التعليمي التربوي المساعد على تنمية القدرات الذاتية وتدريب الطفل التوحدي، ومن مميزات هذا البرنامج التعليمي الشامل أنه يعتمد على التعليم المنظم ويستغل النقاط التي يتميز بها الطفل التوحدي ويدعمها وهو يعد متكاملا للمراحل العمرية بين 3 سنوات إلى 18 سنة. وأقيم على هامش المهرجان سوق خيري للعائلات يوفر كافة السلع والمستلزمات العائلية للمرأة والطفل ويعود ريعه لدعم الجمعية ونشاطاتها.