باول : مغادرة الأميركيين للسعودية ستكون انتصارا للإرهاب

واشنطن تحذر من هجمات تشمل كل منطقة الخليج ووزير الخارجية يؤكد جمع معلومات استخبارية عن الإرهابيين

TT

أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان مغادرة الاميركيين للسعودية ستكون انتصارا للارهاب، داعيا اياهم الى البقاء في المملكة، معربا في الوقت نفسه عن ثقته في اجراءات الأمن المكثفة التي اتخذت عند شركات النفط، ويأتى ذلك فيما حذرت وزارة الخارجية الاميركية من ان الارهابيين قد يوسعون نطاق هجماتهم، ليشمل لا فقط الاراضي السعودية بل ايضا مناطق اخرى في الخليج العربي. وقال باول في مقابلة مع شبكة «راديو اميركا» بعد فترة وجيزة من انباء مقتل الرهينة الاميركي بول جونسون في الرياض اول من امس انه يأمل في بقاء الاميركيين في السعودية لأداء أعمالهم «لأن رحيلهم سيمثل انتصارا لاشخاص من عينة الذين قتلوا جونسون..ولا اعتقد انه لا السعوديين ولا الاميركيين ولا هؤلاء الناس الشجعان الذين يعملون في السعودية يريدون ان يفوز الارهابيون». وأعرب باول عن ثقته في تشديد تدابير الحماية لموظفي الشركات الاميركية الذين يعملون في السعودية وخصوصا في القطاع النفطي. وقال «آمل في ان تشجع هذه التدابير الناس على البقاء والاستمرار في اعمالهم». وأوضح باول انه يتم جمع معلومات استخباراتية عن المتشددين «وهو امر لا بد وان يطمئن العاملين الاجانب في مجال النفط». واضاف «الناس الموجودون هناك لديهم فكرة طيبة للغاية عن الاخطار التي يواجهونها بوجودهم هناك. وتابع ان قتل جونسون «سيجعلنا..وزملاءنا السعوديين نضاعف جهودنا لتعقب الارهابيين اينما كانوا وفي اي مكان يحاولون الاختباء فيه وتعقب من يدعم هؤلاء الارهابيين». الى ذلك، وسعت الولايات المتحدة تحذيرا من احتمال شن تنظيم القاعدة هجمات ضد الغربيين وعمال النفط في مناطق تتجاوز السعودية لتشمل منطقة الخليج بأكملها. وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان «الحكومة الاميركية تلقت معلومات تفيد بان متطرفين ربما يخططون لتنفيذ هجمات ضد الغربيين وعمال النفط في منطقة الخليج الفارسي في مناطق ابعد من السعودية». ودعت المذكرة الاميركيين الموجودين في المنطقة الى «توخي الحذر واليقظة» ونصحتهم «باتخاذ التدابير الملائمة» لتعزيز أمنهم، وجددت المذكرة ايضا التعليمات القاضية باتخاذ الحيطة والحذر في جميع انحاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا، والتي اصدرتها واشنطن في اواخر ابريل (نيسان) الماضي.

وكانت واشنطن جددت اول من امس دعوة رعاياها بعدم السفر الى السعودية ودعت المقيمين فيها الى مغادرتها. وشددت المذكرة على ان آخر الاعتداءات على الاجانب في السعودية «سبقتها على ما يبدو عملية مراقبة شديدة» للاهداف من قبل المنفذين.

وجاء في المذكرة ان «المتطرفين يستطيعون مراقبة الغربيين وخصوصا في الفنادق والذين يستخدمون سيارات مستأجرة»، مشيرا الى ان الاشخاص الذين يعملون مع شركات اميركية «يمكن ان يكونوا اهدافا محتملة».

وقد انتقد مسؤول سعودي كبير الولايات المتحدة لاصدراها مثل هذه التحذيرات، قائلا انها قد تساعد المتشددين على نشر الخوف في المنطقة التي تعتمد بشكل كبير على العمال الاجانب. وأوضح عادل الجبير مستشار السياسة الخارجية للامير عبد الله ولي العهد السعودي انه لا يؤيد مثل هذه التحذيرات. وقال للصحافيين في واشنطن «نعتقد ان احد اهداف الارهابيين هو جعل الناس يتركون السعودية ومن ثم كنتيجة لذلك نعتقد ان مثل هذه الدعوات لانسحاب الناس من السعودية قد تخدم من دون قصد مصالح الارهابيين». وقال الجبير ان المتشددين اخفقوا في اثارة نزوح جماعي للاجانب وانه حتى لو فعلوا ذلك فان السعودية يمكنها ادارة صناعتها النفطية. واضاف «نعتقد ان بامكاننا ادارة منشآتنا النفطية وانتاجنا النفطي بافراد كلهم من السعوديين». غير ان مسؤولاً بوزارة الخارجية الاميركية طلب عدم نشر اسمه قال ان عدم تحذير المواطنين الاميركيين من الاخطار الموجودة في المنطقة سيكون عملا لا يتسم بالمسؤولية. واضاف «بالطبع السعوديون لا يتفقون معنا في حث الناس على المغادرة. ولكن لا يمكنك ان تقول للاميركيين ان يكيفوا انفسهم مع الوضع لان الحقيقة هي انه لا يمكن حمايتهم. هذا لايعني ان الولايات المتحدة والحكومة الاميركية غير ملتزمة بالعمل مع السعودية». وللآن سحبت الولايات المتحدة كل الموظفين من سفارتها في الرياض باستثناء الاساسيين بسبب قلة الأمن.

وتعهد الرئيس الاميركي جورج بوش اول من امس الا يثبط قتل «مجرمين متطرفين» اميركيا في السعودية من عزيمة الولايات المتحدة. وقال الرئيس للصحافيين اثناء سفره في سياتل «انهم يحاولون زعزعة ارادتنا ويحاولون جعلنا ننسحب من العالم.اميركا لن تتراجع. اميركا لن تخوفها مثل هذه الانواع من المجرمين المتطرفين».