قريع: لقاء رباعي فلسطيني ـ إسرائيلي ـ أميركي ـ مصري في أكتوبر لبحث استئناف المفاوضات

مصادر فلسطينية تتحدث عن اجتماع عاصف بين سليمان وعرفات وإسرائيل تشكك في المبادرة المصرية

TT

قال رئيس الوزراء الفلسطيني، احمد قريع، ان اجتماعاً رباعياً فلسطينياً إسرائيلياً مصريًا أميركياً سيعقد في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، بغرض بحث امكانية وضع خطة لاستئناف المفاوضات وإحياء العملية السياسية. واكد قريع الذي كان يتحدث للصحافيين في رام الله، انه لا يستبعد ان يكون الاجتماع على أعلى المستويات، بحضور ممثلين عن الاتحاد الاوروبي. واضاف انه لم يتم تحديد يوم بعينه للقاء او مكانه.

واضاف قريع ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومدير المخابرات المصرية عمر سليمان، اتفقا خلال اجتماعهما على استئناف الحوار الوطني الفلسطيني، الى جانب التقدم في اجراءات «توحيد وإصلاح» الأجهزة الأمنية. وذكر ان الاجهزة الأمنية المصرية ستقوم بتدريب ثلاثين ضابطا أمنيا فلسطينيا في القاهرة خلال شهري سبتمبر (ايلول) واكتوبر المقبلين. واضاف ان تدريبات الضباط الفلسطينيين الثلاثين في مصر ستستغرق ستة اشهر، منوها بأن هؤلاء الضباط سيقومون بتدريب منتسبي اجهزة الأمن الفلسطينية. وأعلن مكتب قريع امس، أن الأخير سيلتقي مساعد وزير الخارجية الأميركي، وليام بيرنز صباح غد، في مقر رئاسة الوزراء الفلسطيني في مدينة رام الله.

من ناحية ثانية، قالت مصادر مطلعة في السلطة الفلسطينية ان ممثلين عن الفصائل الفلسطينية سيتوجهون الى القاهرة الشهر المقبل لاستئناف الحوار الداخلي للتباحث حول مستقبل الاوضاع في قطاع غزة في اعقاب تنفيذ اسرائيل لخطة «فك الارتباط احادي الجانب». ونفى سامي ابو زهري في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان تكون حركته قد تلقت دعوة لحضور مثل هذه اللقاء.

إلى ذلك، كشفت مصادر فلسطينية ان اللقاء بين سليمان وعرفات اول من امس كان عاصفا، حيث حدد سليمان مهلة شهرين لتوحيد الأجهزة الأمنية وتعيين وزير داخلية يكون «المرجعية الوحيدة لقادتها». مصادر فلسطينية مقربة من الرئيس عرفات ابدت استهجانها من الصمت المصري تجاه تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون التي شدد فيها على انه سيواصل فرض الحصار على عرفات لمدة خمسة واربعين عاما. وتساءلت المصادر «هل يمكن لعاقل ان يتصور انه يمكن لأي مبادرة ان تنجح في حال واصلت اسرائيل حصار عرفات». واشارت المصادر الى ان شارون يريد توظيف موقفه من عرفات في المناكفة السياسية داخل الحلبة الحزبية الاسرائيلية على اعتبار ان تكرار المواقف المتطرفة من عرفات يكسب شارون مصداقية في اوساط اليمين الاسرائيلي». من ناحيتها، نقلت صحيفة الصفوة الاسرائيلية «هآرتس» في عددها الصادر امس، عن مصدر سياسي اسرائيلي كبير قوله ان اسرائيل تنظر بشك وبتحفظ للمبادرة المصرية في اعقاب اللقاءات التي عقدها سليمان مع المسؤولين الاسرائيليين اول من امس. واضاف المصدر ان زيارة سليمان لم تسفر عن أي تقدم في المسار الأمني، متهما الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمواصلة «تضليل مصر». وابلغ وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم سليمان خلال لقائه ان اسرائيل ترفض بقوة مطالبة مصر بادخال قوة متعددة الجنسيات الى قطاع غزة في اعقاب انسحاب اسرائيل منه. وكان شارون قد اكد ان الدور المصري في تطبيق خطة فك الارتباط يجب ان يتمحور فقط في الترتيبات الأمنية.