كولن باول وكوفي أنان يزوران الخرطوم الأربعاء لبحث قضية دارفور

TT

اعلنت وزارة الخارجية الاميركية امس ان الوزير كولن باول سيزور السودان الاسبوع المقبل في محاولة لتهدئة التوتر في اقليم دارفور والسعي الى وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق سلام بين الخرطوم والحركة الشعبية التي يقودها جون قرنق. واعلنت الحكومة السودانية من جانبها ان كوفي انان الامين العام للامم المتحدة سيصلها الاربعاء المقبل لنفس الغرض.

وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان باول سيزور العاصمة الخرطوم ومنطقة دارفور، لتسليط الضوء على الازمة الانسانية بها والناجمة عن مهاجمة ميليشيا تدعمها الحكومة للسكان ودفعهم للنزوح من ديارهم. واردف قائلا للصحافيين «الوزير سيوضح قلقنا على شعب دارفور وسيوضح اننا نعتقد ان كثيرا من المعاناة نجمت عن انشطة الميليشيا واعمال العنف التي ترتكبها».

وحسب الحكومة السودانية والامم المتحدة في نيويورك فان كوفي انان سيتوجه مباشرة الى اقليم دارفور الساخن للوقوف على الاوضاع الانسانية التي اثارت الرأي العام العالمي. وابلغ مندوب السودان بالامم المتحدة السفير الفاتح عروة ان زيارة انان تستغرق عدة ايام. وأوضح «انان سيزور الخرطوم في الثلاثين من يونيو (حزيران) الجاري». ويصادف هذا التاريخ احتفال الحكومة السودانية بذكرى انقلاب الانقاذ الذي حدث في العام 1989 ، ويتوجه انان الى دارفور في الاول من يوليو (تموز) ومن ثم الى جمهورية تشاد، قبل ان يعود مرة اخرى الى الخرطوم التي يغادرها الى اديس ابابا للمشاركة في مجلس الاتحاد الافريقي الذي يعقد في السابع من يوليو (تموز) المقبل. وذكر عروة ان انان سيلتقي البشير والنائب الاول للرئيس وعددا من المسؤولين حيث سيناقش معهم الاوضاع الانسانية في دارفور ودور الامم المتحدة في مرحلة ما بعد السلام.

وبشكل مفاجى كلف الرئيس السوداني عمر البشير وزير الداخلية اللواء عبد الرحيم محمد حسين كممثل له في دارفور. وتعتبر هذه الخطوة الثانية من نوعها التي يتخذها البشير في دارفور حيث كلف في العام 1999 اللواء متقاعد محمد احمد الدابي ممثلا له في الاقليم لحسم تصاعد عمليات النهب المسلح والصراعات القبلية انذاك. كما اعتمد واليا جديدا لولاية جنوب دارفور بديلا للوالي الحالي.

وتزامن تكليف اللواء حسين الذي يعتبر من المقربين جدا للرئيس البشير مع نهاية مهلة اعطتها الحكومة لميليشيات الجنجويد المتهمة باثارة الرعب في دارفور لتسليم اسلحتها والا فانها ستوجه لها الضربات في كل مكان. وفي الخصوص، قالت الحكومة انها بدأت اعتبارا من امس في تنفيذ سياستها الجديدة في دارفور والتي ضمن ما ترمي اليه حسم نشاط «الجنجويد والتورا بورا والبشمرقة»، ويأتي تكليف حسين بعد خمسة ايام من زيارة نادرة قام بها نائب الرئيس علي عثمان محمد طه الى الاقليم شدد خلالها على اهمية انهاء الازمة الدامية هناك.

وجدد البشير العهد في لقاء مع حشد نسائي اول من امس بإطفاء نار الحرب في دارفور، وقال «مثلما أطفأناها بالجنوب سنعمل على إخمادها في الغرب» حتى يعود أمنه وسلامه. وتوعد بردع «الخارجين عن القانون» مع السعي لجمع السلاح على أن يقتصر حمله على القوات المسلحة والشرطة، وسخر مما اسماه بـ«إدعاءات بعض أبناء السودان بالخارج» واتهامهم بممارسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وتساءل ان كان ما يقوم به حاملو السلاح في دارفور من قتل وحرق من أجل التنمية. وقال ان المرحلة المقبلة ستشهد تحولاً ديمقراطياً ومشاركة شعبية كاملة وإعادة للبناء في سياق تشكيل السودان الجديد الذي يسع الجميع بكل مكوناتهم العرقية والثقافية. وحذر الرئيس السوداني من مغبة الانفصال، وقال «اذا حدث ذلك سيضيع السودان ولن يقتصر على انفصال الشمال من الجنوب فقط». ووعد بالسعي من خلال السلام بالمحافظة على وحدة البلاد.

واعتمد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني الحاكم في البلاد في اجتماع له ليل اول من امس ترشيح البشير اللواء حسين ممثلاً للرئيس بولايات دارفور الثلاث، والمهندس الحاج عطا المنان واليا لجنوب دارفور لانفاذ ما تضمنه الاعلان السياسي الرئاسي لترتيب الاوضاع وتحقيق الاستقرار بدارفور.