مصدر فرنسي: تأجيل زيارة شيراك إلى ليبيا وباريس تدعو طرابلس إلى التصرف بشكل «مسؤول»

شرودر طلب من الرئيس الفرنسي مساعدته في تسوية قضية ملهى «لا بيل»

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصدر فرنسي واسع الإطلاع أن الزيارة الرسمية التي كان الرئيس جاك شيراك ينوي القيام بها الى ليبيا يومي 29 و30 من الشهر الحالي، مباشرة عقب قمة الحلف الأطلسي في اسطنبول قد تأجلت الى وقت غير محدد. ووفق المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن المستشار الألماني جيرهارد شرودر الذي تربطه بالرئيس الفرنسي علاقة صداقة، قد طلب من شيراك مساعدته من أجل تسوية مسألة تعويضات ملهى «لا بيل» الذي تحمل برلين وواشنطن المخابرات الليبية مسؤولية الاعتداء الذي استهدفه عام 1986 .

وأكد المصدر الفرنسي أن شيراك وعد شرودر بالامتناع عن زيارة ليبيا طالما لم تسو مسألة ملهى «لا بيل». و كان شيراك قد قبل دعوة لزيارة ليبيا نقلها إليه بداية هذا العام سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي وبعد مشاورات شاقة مع طرابلس، تم الاتفاق على موعد للزيارة نهاية الشهر الحالي. غير أن استطالة المفاوضات حول ملف الملهى الألماني وبروز مسألة البلغار الذين حكم عليهم بالإعدام لدورهم المزعوم في نقل وباء فقدان المناعة المكتسبة (آيدز) الى عدة مئات من الأطفال الليبيين فاقما الأمر ووضعا باريس في موقع غير مريح. ويرى المصدر الفرنسي أن التضامن مع ألمانيا والوعد الرئاســــي جعلا من زيارة ليبيا رهنا بتحقيق تقدم ملموس على طريق تسوية الخلاف الثــــنائي، خصوصا أن المستشار الألماني الذي يشكل مع شيراك «ثنائيا متلاحما» في إطار الاتحاد الأوروبي «يعاني من صعوبات حقيقية مع الرأي العام» في بلاده. وخلاصة المسؤول الفرنسي هي أنه «طالما بقي الألمان غير راضين، فإن فرنسا ستكون غير راضية» وبالتالي فإن الزيارة الرئاسية الى ليبيا «لا يمكن أن تتحقق».

وكانت زيارة شيراك الى ليبيا قد أدرجت في خانة التطبيع الكامل لعلاقات فرنسا مع ليبيا التي عانت من ذيول مشكلة طائرة «يوتا» الفرنسية والتعويضات المستحقة لعائلات ضحاياها. ومنذ تسوية هذا الخلاف بداية العام الجاري، قطعت العلاقات الثنائية شوطا بعيدا على درب التطبيع الذي كان يجب أن يتوج بزيارة شيراك، الأولى من نوعها لرئيس فرنسي الى ليبيا. وحرص المصدر الفرنسي على إيصال رسالة الى ليبيا مفادها أن طرابلس «إذا أرادت أن تعود تماما الى الحظيرة الدولية وأن تحظى بالاحترام الذي تستحقه، فإن عليها أن تقلب صفحة الماضي تماما وأن تتصرف بشكل مسؤول». وبانتظار تحقق ذلك، فإن زيارة شيراك الى ليبيا ستبقى معلقة.