عائلة قيادي أصولي مصري من «القاعدة» تعتصم في تورنتو وإسلام أباد مطالبة بجوازات سفر كندية

زوجة الكندي لـ «الشرق الاوسط» : جميع أولادي محرومون من حرية التنقل وإذا كنا مجرمين فلماذا يتركوننا أحرارا !!

TT

اعتصم افراد من عائلة القيادي الاصولي عبد الرحمن الكندي، المصري الاصل الذي كان يحمل الجنسية الكندية ويعتقد بانه الممول الرئيسي لـ«القاعدة»، امام البرلمان في اوتاوا وداخل السفارة الكندية في العاصمة الباكستانية اسلام اباد في وقت واحد امس.

وقالت السيدة مها السمنة زوجة الكندي ، 46 عاما ، في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الاوسط»، «ان الاعتصام جاء متزامنا قبل بدء جولة الانتخابات الكندية ، الاثنين ، من اجل الحصول على حقوقهم الطبيعية التي كفلها القانون والدستور، واولها التمتع بجوزات السفر الكندية».

واوضحت زوجة الكندي: «لم نرتكب اي شيء في باكستان او افغانستان حتى يتم التعامل معنا بهذا الاسلوب». وتساءلت: «اذا كنا مجرمين، فلماذا لا يعاقبوننا، أو يتركوننا احرارا ؟ واشارت السيدة مها السمنة الى ان: «جميع اولادها محرومون من حرية التنقل والتمتع بجوازات السفر الكندية». وقالت ان ابنتيها زينب ، 24 عاما، ومريم ، 12 عاما ، وعبد الله ، 22 عاما ، موجودون حاليا في العاصمة اسلام اباد وينتظرون الفرج من الله في موافقة السلطات الكندية على منحهم جوازات السفر الكندية التي صودرت منهم عام 2003، حتى يلتئم شمل العائلة في تورنتو.

واوضحت ان ابنها كريم ارسل الاسبوع الماضي رسائل باللغة الانجليزية الى مرشحي الانتخابات في تورنتو واخرى الى قادة الجالية المسلمة في كندا تحدث فيها عن معاناة العائلة، ومعاناته الشخصية من مرض الشلل بسبب اصابته بطلق ناري في العمود الفقري. ونقلت الام (زوجة الكندي) فقرات من خطاب ابنها كريم الذي تحدث فيه عن الاتهامات التي توجه الى العائلة بدون سند بانها «عائلة (القاعدة) ، وبموجب هذه الاتهامات حرمت العائلة من جوازات السفر بدون سند لتلك الاتهامات». وقالت زوجة الكندي ان حتى ولديها كريم ،14 عاما، الذي اصيب في عمليات منطقة وزيرستان الحدودية التي قتل فيها والده الكندي، والذي يعالج حاليا من شلل بسبب اصابته في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، وكذلك شقيقه الاخر عبد الرحمن ، 26 عاما ، الذي احتجز لمدة ثمانية شهور في معسكر غوانتانامو، لم يحصلا بعد على جواز سفرهما الكندي. وافادت ان عائلتها قضت خمس سنوات فقط في داخل افغانستان ، خلال فترة حكم طالبان منذ عام 1996 وحتى سقوطها نهاية عام 2001. واشارت الى ان زوجها كان يشرف على مشاريع اغاثية مثل مدارس للبنات ودور للايتام في لوغر وبغلال وجلال اباد وكابل خلال الفترة ما بين عامي 1987 و2001 . واحتجز عبد الرحمن الكندي في معسكر «دلتا» الذي يحتجز فيه اسرى «القاعدة» وطالبان من ديسمبر (كانون الاول) 2002 ، حتى الافراج عنه بتاريخ 15 مارس (اذار) 2004، وما زال شقيقها عمر، 17 عاما، المتهم بزعم قتل جندياً من الخدمات الطبية الاميركية، يحتجز في معسكر الاسر الاميركي حتى الان في غوانتانامو. وتعيش عائلة الكندي موزعة بين ثلاث قارات، حيث تعيش زينب حاليا مع شقيقتها مريم وابنتها صفية وشقيقها عبد الله، وفي تورنتو (كندا) تعيش امها السيدة مها السمنة وشقيقها الاصغر عبد الكريم ، 14 عاما، وجدتها الحاجة ام سعيد وشقيقها عبد الرحمن «خريج» معسكر غوانتانامو، الذي افرج عنه في مارس الماضي. وفي غوانتانامو (كوبا) ما زال يحتجز شقيقها عمر ،17 عاما، بزعم أنه قتل جندياً من الخدمات الطبية الاميركية.

وكانت «الشرق الاوسط» تلقت رسالة الكترونية من الابنة الكبرى للكندي واسمها زينب ، 24 عاما، قالت فيها امس انها ستعتصم في السفارة الكندية بالعاصمة اسلام اباد، حتى يتم حصولها على جوازات سفر لها ولابنتها صفية ولشقيقها عبد الله. وقالت زينب في رسالة خاصة تلقتها «الشرق الاوسط»: «بعد ان كنا اسرة سعيدة نحيا في امن وامان ، ها نحن اليوم عبارة عن افراد تضمنا كل بقاع الارض ، ظاهرها وباطنها ، منا الاسير والجريح ، ومنا القتيل، ومنا المسافر ، ومنا المطارد والشريد. وقالت زينب الكندي: «انا عربية ، حاملة لجنسية اجنبية ، ولكن لا العرب يريدونني ، ولا العجم يرضون بي». وافادت: «امي بعيدة عني في تورنتو مع شقيق لي معاق ، اثر اصابته في المعركة التي قتل فيها ابي في وزيرستان الحدودية اكتوبر الماضي». واوضحت: «هناك شقيق لي مطارد في باكستان (عبد الله) واخر (عمر) في السجن الاميركي بغوانتانامو». وتضيف : «في نهاية المطاف هناك اختي صفية ابنة الـ 13 ربيعا ، وهي في امس الحاجة اليوم الى امها ، وابنتي صفية ، 3 اعوام ، وهي الاخرى تطلب جدتها». وقالت ان امها تركت باكستان بوثيقة سفر مع شقيقها كريم المصاب بشلل للعلاج في تورنتو ، بعد ان تعذر علاجه في المستشفيات الكندية». واضافت زينب الكندي: «نحن ككل الناس نشعر ونتألم، نحب الراحة والامان ولكن لن يكون ديننا هو الثمن ، فان كانت جوازات سفرنا اخذت ظلما لاننا مسلمون، فالله معنا كذلك ، ولكن اليس للمظلوم في هذه الدنيا من ينصره». وطالبت، من وصفتهم باهل الخير، «بكسب الاجر ومساعدة عائلتها في استرداد حقوقهم الطبيعية ، لانهم احرار، وليس لاحد ان يستعبدهم». ومن جهته قال عبد الرحمن، سجين غوانتانامو السابق، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان افرادا من عائلته واصدقائه وخطيبته سيعتصمون امام البرلمان الكندي منذ يوم امس حتى تتم الاستجابة الى طلبات العائلة في الحصول على جوازات سفرهم. واضاف: «سنرفع شعارات تقول اعطونا جوازات سفر ، او اخرجونا من هذا البلد. او سنطلب اللجوء السياسي في دولة اخرى». وقتل احمد سعيد خضر الكندي، خلال مناوشات مع القوات الباكستانية اكتوبر الماضي، وخضر الكندي وكنيته ابو عبد الرحمن، مدرج ضمن قائمة شملت 39 شخصا وهيئة، جمدت الولايات المتحدة ارصدتهم المالية للاشتباه في علاقتهم بالارهاب. ويعتقد ان أبا عبد الرحمن الكندي الذي يحمل الجنسية الكندية، كان احد المهاجرين من كندا الى أفغانستان في أيام القتال ضد الروس منتصف الثمانينات، وتتهمه السلطات المصرية بأنه العقل المدبر لتفجير سفارتها في اسلام اباد عام 1995 .