حكومة كابل تنفي قطعها رؤوس مقاتلين من طالبان بعد تصريح قائد ميليشيا تعمل تحت إمرتها بذلك

TT

نفت الحكومة الافغانية امس أن تكون قواتها قد قطعت رؤوس أربعة مقاتلين من طالبان الاسبوع الحالي ردا على حادث قتل مماثل لمترجم يعمل لدى القوات التي تقودها الولايات المتحدة وجندي من القوات الحكومية.

وقالت وكالة «رويترز» للأنباء ان نعمة الله طوخي، قائد فرقة الميليشيا 27 التابعة للحكومة الافغانية في اقليم زابل، ابلغها في تصريح لها بأن جنودا هناك قطعوا رؤوس أربعة مقاتلين من طالبان يوم الاثنين بعد أن قطع مقاتلون رأس المترجم والجندي. ولكن طوخي نفى اول من أمس تحدثه الى «رويترز» وتراجع عن تصريحات مماثلة عن قتل أفراد طالبان أدلى بها في ما بعد لوكالة «اسوشيتد برس» للأنباء.

وقال وزير الداخلية علي أحمد جلالي في لقاء صحافي ان أنباء قطع رؤوس المقاتلين «ليست صحيحة». وأضاف: «ينفي القائد طوخي انه أجرى مقابلة مع أي جهة في ما يتعلق بهذا الموضوع». وأضاف أن القوات الحكومية «ملتزمة بالقانون. وطبقا للقانون فإن من يعتقل لا بد من التحقيق معه واحالة ملفه الى مدع ويمكن أن تستخدم المحكمة القانون في معاقبة شخص ما وليس أن يقوم اي فرد بذلك».

وقدم عدد محدود من المشتبه بهم من طالبان للمحاكمة في أفغانستان منذ اطاحة القوات التي تقودها الولايات المتحدة نظامهم في أواخر عام 2001. لكن القوات الاميركية أو الافغانية تحتجز أغلبهم بدون السماح لأحد بالاتصال بهم.

وقالت جماعة «هيومان رايتس ووتش» لحقوق الانسان ومقرها الولايات المتحدة ان قطع القوات الافغانية رؤوس معتقلين من طالبان «جريمة حرب ولابد من تقديم الجنود والقادة المسؤولين عن هذه الجريمة للمحاكمة اذا كانت صحيحة فعلا». وأضافت الجماعة: «اذا كانت قوات أميركية أو قوات أجنبية أخرى حاضرة خلال الحادث ولم تمنع القتل فهي متواطئة أيضا».

وقطع مقاتلون من طالبان رؤوس جنود حكوميين في الماضي ولكن هذه هي المرة الاولى التي يعترف فيها قائد حكومي بأن قواته فعلت الامر نفسه خلال الصراع الذي أسفر عن سقوط أكثر من 800 قتيل منذ أغسطس (اب).

على صعيد آخر قال مسؤولون أفغان ان المنافسة وليس التشدد هو السبب المرجح وراء قتل 11 من عمال الطرق الصينيين في شمال أفغانستان الشهر الحالي. وكان قتل الصينيين في العاشر من يونيو (حزيران) هو أسوأ هجوم يستهدف أجانب منذ اطاحة القوات التي تقودها الولايات المتحدة طالبان في أواخر عام 2001.

وقال مسؤولون في بداية الامر انهم يعتقدون أن طالبان وحلفاءهم السياسيين هم المسؤولون عن الحادث.لكن وزير الداخلية، علي أحمد جلالي، قال للصحافيين في كابل امس: «يمكنني أن أقول انه يبدو أن هذا لم يكن من عمل الارهابيين. انها المنافسة. لا أرغب في الاسهاب. قد تكون المنافسة على أشياء مختلفة». وكان مسلحون قد امطروا خيام الصينيين بوابل من الرصاص أثناء نومهم في وقت مبكر في العاشر من الشهر الحالي الى الجنوب من مدينة قندوز بشمال البلاد حيث كانوا يعملون في مشروع طريق يموله البنك الدولي. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن محمد عمر حاكم اقليم قندوز قوله ان المنافسة على عقد البنك الدولي قد تكون الدافع وراء قتل الصينيين بعد أن فازت شركة صينية كان يعمل لديها هؤلاء العمال بالعقد.

وأضاف جلالي أن بعض الاعتقالات تمت وأن السلطات ترى أن هناك صلة بين الهجوم على الصينيين وتفجير أعقب ذلك استهدف قوة حفظ سلام ألمانية تحرس مشاريع اعادة الاعمار في عاصمة اقليم قندوز مما أسفر عن مقتل أربعة أفغان.

من جهة اخرى اعلن مسؤول محلي امس ان خمسة من رجال الشرطة الافغانية قتلوا اول من امس في انفجار لغم مضاد للدبابات في آليتهم في منطقة سبين بولداك في ولاية قندهار بجنوب افغانستان.

وقال المسؤول عن هذه المنطقة، سيد فضل الدين آغا، ان «آليتهم مرت فوق لغم زرع في وقت سابق. قتل خمسة شرطيين من كتيبة الحدود واصيب اثنان اخران بجراح احدهما ضابط». وتبنى ناطق باسم طالبان عبد اللطيف حكيمي الهجوم في اتصال بهاتف نقال منطقة لم تحدد في جنوب افغانستان.

وكثفت حركة طالبان منذ شهرين عملياتها مثل نصب كمائن ضد آليات وهجمات على حاميات حكومية معزولة في جنوب وجنوب شرقي البلاد لا سيما في معاقلها في قندهار واروزغان في وسط البلاد وزابل في جنوب شرقها.