مصممة الذهب والمجوهرات عبير بغدادي: سوق العمل لا تعترف بالمرأة وسيدات الأعمال مطالبات بتحمل مسؤولياتهن تجاه المجتمع

TT

«الحياة كفاح مستمر ولكل مجتهد نصيب».. عبارة ترددها على الدوام عبير عبد الله بغدادي سيدة الأعمال السعودية ومصممة الذهب والمجوهرات، التي تقول ان «تصميم الذهب والمجوهرات من التخصصات التي لا يولي التعليم لها أهمية بالنسبة للمرأة وكذلك سوق العمل، الا اذا تحلت بقدر كبير من الكفاح والصبر وهذا ما فعلته».

وتضيف بغدادي، وهي من أوائل المتخصصات السعوديات في مجال تصميم المجوهرات: «واجهت تحديات لخلق مكان لي، وما زلت اواصل سيري بمساعدة عائلتي، التي أتاحت لي دراسة هذا التخصص في الخارج في بريطانيا لأحصل على البكالوريوس في تصميم المجوهرات والذهب». وتواصل «كانت المجوهرات تستهويني دائما، وتمثلت بدايتي في الدخول لمجال الاحجار ومعرفة الفروق بينها وتقييمها ليس من باب الدراسة، فالفضول للمعرفة كان دافعا لي ثم تطور الامر بعد ذلك ليصبح مجالا لدراستي واحترافي العملي».

وعبير بغدادي، التي اكتشفت هذه الهواية وتعمقت في رؤيتها لتكون منتجة في المجتمع، تقول «لقد ساعدت نفسي في السعي وراء اكتشافها، أما المساندة فجاءت من العائلة في المرونة لأسافر وادرس، وعدم وجود هذا التخصص الأكاديمي للفتيات في الجامعات السعودية جعلني احلق خارج الاقواس لكي ادرس واقوم بما استطيع ان اقوم به». وتتابع «في الخارج توجد رؤى عديدة لتصميم المجوهرات، اذ ينظر له كفن وكمهنة او حرفة، وهذا ما احببته في ان اجمع الفن بالحرفة، وهو من وجهة نظري نوع من الفنون له قيمة مادية، لذلك اجد ان السعي وراء العلم والمعرفة لتعزيز الهواية المحببة كفيل بايجاد الفرصة العملية التي يحبها المرء لينجح بها ويطورها، والفتاة السعودية ان لم تستطع دراسة التخصص الذي ترغب به ولم تتح لها فرص السفر للخارج لدراسته فعليها ان تبحث عن المعرفة في هذا المجال وتتعمق به».

وعن مشوار عملها في مجال التصميم والتجارة بالمجوهرات الممتد لأكثر من 10 سنوات تقول عبير بغدادي «من يعمل في هذا المجال هو الرجل متمثلا في المصانع الكبيرة، وكوني امرأة كان ذلك بالنسبة لي هو التحدي في ان اعمل بتخصصي العلمي في مجال لا وجود للمرأة فيه، لكني تجاوزت ذلك واقتحمت هذا المجال العملي الصعب ليس من قبيل المنافسة، فأنا لا اريد ان انافس الرجل، لكنها هوايتي التي عشقتها ودرستها لتكون عملي». وتسترسل «لقد كان التأسيس صعبا بسبب القيود المفروضة على سيدات الأعمال في وزارة التجارة، وواجهتني العديد من المشاكل لكنها كانت في نظري تُعد على أصابع اليد الواحدة ولا اعيرها اهتماما قد يحبطني، بل ولا تكاد تذكر بالنسبة للطموح الذي كان وما زال يملأ نفسي في إنشاء عمل خاص احبه وارغب في التوسع به». وتضيف عبير بغدادي «بعد كفاح استطعت تأسيس شركة في عام 1994/1995، وخلال هذه الفترة قمت بتصميم وشراء مواد لازمة لصناعة المجوهرات مثل الاحجار الكريمة واشرفت على تصنيعها في ورش عمل صغيرة، وكان تسويقها يتم بنفسي عن طريق المحلات التجارية الخاصة بالمجوهرات».

ولم تتوقف عبير بغدادي عند عملها الخاص بل شعرت بمسؤولية تجاه مجتمعها وبناته ممن يرغبن تعلم هذا المجال النادر فتقول «لمست اقبالا واسعا من الفتيات، وكنت احاول ان اعزز لديهن الموهبة والشغف بأن تقوم الطالبات بعمل تصميمات خلال فترة الدورة لتؤهلها التصميمات للعمل بعد ذلك كمصممة محترفة وحاولت بالتنسيق مع سيدة الأعمال رجاء مؤمنة صاحبة المركز التعليمي الذي فتح هذا المجال لأول مرة في المملكة على ان تكون الدورة مصممة حسب احتياجات الطالبات وليس حسب منهج خاص محدد مسبقا. وقد استفاد بعضهن منها ووجدن فرص عمل في هذا المجال». وتنوي عبير بغدادي بعد إنهاء دراستها للماجستير في لندن بذات التخصص ان تنسق مع المركز التعليمي لتطوير الدراسة لهذا التخصص حتى تلبي احتياجات الطالبات العملية وتقول «الفترة المقبلة ستكون اشمل من تلك الدورة المصغرة، اذ بعد الاتفاق الاخير الذي تم بيني وبين السيدة رجاء مؤمنة بخصوص انشاء قسم خاص بتصميم وتصنيع المجوهرات في سبتمبر (أيلول) المقبل والذي سيكون الأول من نوعه في السعودية للنساء، سيصبح هذا القسم قادرا على تخريج مصممات مجوهرات مؤهلات تماماً لسوق العمل وستكون الدراسة لفترة زمنية طويلة (عامان دراسيان تقريباً) لضمان اعطاء الطالبات كل ما يحتجنه حتى يصبحن مصممات جاهزات».

هكذا تحاول عبير بغدادي بعد مشوار طويل من الكفاح أن تتحمل جزءا من مسؤوليتها تجاه بنات جنسها وتقول «على سيدات الأعمال سواء في مجال المجوهرات او غيرها ان يحملن مسؤولياتهن تجاه المجتمع وكل واحدة يمكن ان تخدم بشكل او بآخر وان كان على الاقل في المساهمة بالتدريب والتأهيل لحديثات التخرج وهذا في حد ذاته مساهمه في الاقتصاد المحلي».