فرضت ظاهرة المطاعم التي تحمل مسميات مدن ودول عربية واسلامية وأجنبية وتقدم الاطباق الشعبية لهذه البلدان، نفسها بقوة على الساحة السعودية في الآونة الاخيرة. وهي مطاعم متخصصة وتدار من قبل جنسياتها علاوة على مرتاديها.
واصبحت افواج الجاليات على اختلاف جنسياتها وهم يقبلون نحو المطاعم الشعبية التي تقدم الوجبات والاطباق التي تشتهر بها أوطانهم، من المناظر التي تتكرر على مدار ايام السنة من دون استثناء بينما يمثل فصل الصيف ذروة الاقبال بعد ان تنضم الأسر الى قائمة رواد تلك المطاعم.
ويلجأ المقيمون عادة الى المطاعم التي تحمل سمات بلدانهم وهم مدفوعون برغبة الشعور بالأجواء «الحميمة» والتمتع بمذاق ونكهة الأطباق الشعبية التي تتبارى تلك المطاعم في تقديمها. وعادة ما يتم تداولها في نهاية الاسبوع ويكونون فيها مصحوبين بالأهل والأصدقاء.
ففي مدينة الطائف هناك أحياء اصبحت تحمل اسماء جالياتها التي ترتاد هذه المطاعم.. وعلى سبيل المثال هناك حي «البخارية» لكثرة انتشار المطاعم المتخصصة في انتاج الأكلات الشعبية لمعظم العمالة البخارية. وتأتي في مقدمة تلك المطاعم «اليمنية» وتليها على التوالي «المصرية» و«السودانية» و«التركية» و«السورية» و«الهندية» و«الباكستانية» و«الجاوية» بحسب الترتيب.
ومن الاطباق الهندية المشهورة «الشباتي» التي يدخل في تكوينها الفلفل الحار والزنجبيل وتقدم بالطريقة الهندية ـ الباكستانية التقليدية اضافة الى المشروبات الساخنة. فيما يفضل اليمنيون والسودانيون تناول «العصيدة» و«الكمونية» و«الكشري» و«الفته» و«الفسيخ» و«الفول المدمس»، ومشروبات الكركديه والشاي الثقيل. ويفضل أبناء سورية ولبنان التهام الحلويات كـ«الكنافة» والمعجنات على اختلاف انواعها.
محمد العربي عامل مطعم مصري يرى ان زبائن مطعمه هم في الغالب خليط من عرب وعجم يشاركهم في ذلك نسبة غير كبيرة من السعوديين ويقول «هناك أكلات شعبية لبعض الدول اصبح لها زبائن من مختلف الجنسيات مثل «الفرموزة» والفول والطعمية والكمونية والمعصوبة والكشري والمعجنات كما اصبحت الكبسة السعودية القاسم المشترك بين مختلف هذه المطاعم.
ووفق العربي فان المطاعم الهندية تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المرتادين من بين مختلف الجنسيات بسبب جودة الطعام وسخونة المشروبات، ويرى في تعالي اصوات القهقهة وارتفاع وتيرة التنكيت من الأمور المألوفة في أوساط مرتادي هذه المطاعم خاصة وهم يتناولون مشروب الشاي الذي اصبح المشروب المفضل لمعظم مرتادي هذه المطاعم. واذا كانت المطاعم تفرق المذاق بحسب اطباقها، فان مقاهي النرجيلة والشاي والكبتشينو والمثلجات التي تتخذ اماكن لها بالقرب من المطاعم قد وحدت بين امزجة مرتاديها رغم اختلاف جنسياتهم وألسنتهم.