فضائية «الحرة» الأميركية تطلق قناة عراقية

TT

خصصت قناة «الحرة» التلفزيونية الفضائية الأميركية التي انطلقت منذ بضعة اشهر قناة تلفزيونية جديدة خاصة بالعراق وشؤونه، وهي تشبه القناة الام في كل شيء تقريبا من التصميم إلى أسلوب التقديم وصولاً إلى شبكة البرامج، لكن الفارق الأساسي هو في المحتوى، حيث تُركّز برامج «الحرة عراق» على القضايا العراقية.

الزميل موفق حرب الذي يدير القناة الجديدة إضافة إلى القناة الأم و«راديو سوا»، اوضح لـ«الشرق الأوسط» أن المحطة الجديدة التي تبث أرضياً وفضائياً من بغداد ومن المقر الرئيسي لـ«الحرة» في واشنطن، تتلقى تمويلها من الحكومة الأميركية بواسطة مجلس أمناء الإذاعات الدولية، لكن ما يميزها، بحسب حرب، هو أنها تعتمد كليا على طاقات الإعلاميين العراقيين، باعتبار أن أهل البلد هم «أفضل من يعلم ويتحدث في قضاياه». ويضيف حرب أن الهدف من إطلاق هذه القناة ليس «استبدال الإعلام العراقي المحلي» وإنما الهدف، كما هي الحال مع «الحرة»، «الترويج للحرية والديمقراطية من خلال إعطاء معلومات موثقة للمشاهدين أو المستمعين». أما عن مصداقية القناة كهيئة إعلامية أميركية لدى المشاهد العراقي فيعتبر حرب أن «الرأي العام العراقي يختلف عن مثيله في سائر المنطقة كونه عانى من نظام صدام حسين الذي كانت الأنظمة العربية تسانده».

ويتابع حرب قائلا إن الرأي العام العراقي هو ليس «فقط ما يعلن عنه (ابو مصعب) الزرقاوي أو المجموعة المختبئة في الفلوجة، وإنما هناك مؤسسات ومظاهر عراقية مدنية مستقلة تعبر عن رأيها يومياً وهي مختلفة كلياً عن مثيلاتها في الدول العربية». واشار حرب الى أن «انطلاقة المحطة المخصصة للعراق تأتي بعد انطلاقة قناة الحرة التي تابعها المواطنان العراقي والعربي اللذان لاحظا الرسالة الإعلامية والمهنية التي تتمتع بها هذه القناة» بحسب تعبيره. واعتبر حرب أن «شك المواطن العربي في وسائل الإعلام هو أمر طبيعي» لأنّ «معظم وسائل الإعلام العربية تدافع عن الأنظمة التي تمّولها». وسيلاحظ من يتابع «الحرة عراق» التي تبث على القمر الصناعي «عرب سات» ديجيتال على التردد 11662.

بعض الفروقات الطفيفة بينها وبين المحطة الأصلية لجهة «تعريق» البرامج، فمثلاً برنامج «ساعة سياسة» لا يقدمه الإعلامي اللبناني زياد نجيم، بل العراقي سالم مشكور، ليتحدث حصرياً في أبرز المستجدات على الساحة العراقية، كما أوكلت إلى مشكور مهمة «المنتج التنفيذي» في المحطة. وفي ما يبدو انه استيحاء من اسم برنامج «بالعربي» الذي تقدمه الإعلامية اللبنانية جيزيل خوري على شاشة قناة «العربية»، تقدم «الحرة عراق» برنامجاً شبيهاً ولكن «بالعراقي» يقدمه الصحافي سرمد الطائي. وبدأ العمل في «الحرة عراق» قبل نحو شهرين، ولكن فكرتها بحسب ما أفاد القائمون عليها كانت قائمة منذ انطلاق مشروع «الحرة»، التي بثت لأول مرة قبل نحو نصف سنة وتحديداً في فبراير (شباط) الماضي، واستقبلت في ذلك الوقت بحملة انتقادات واعتراضات واسعة وجهها إليها عدد كبير من الشخصيات العربية السياسية والدينية والصحافية.