الكونغرس الأميركي يتهم "سي آي إيه" بتجاهل نشاطها التجسسي

لجنة الاستخبارات حذرت من أن الوكالة في طريقها إلى "منحدر خطر" بسبب سوء التخطيط والإدارة

TT

توصلت لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الأميركي في تحقيقها حول أداء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) الى ان الوكالة تجاهلت نشاطها التجسسي الذي يعتبر مهمتها الرئيسية ورفضت اتخاذ خطوات تصحيحية وأنها في طريقها الى "منحدر خطر" بعد سنوات من سوء التخطيط والادارة.

ويرى مراقبون ان تقرير اللجنة الذي صاحبه مقترح بمشروع قرار، صادق عليه المجلس بكامله مساء اول من امس، يعكس صورة مؤسفة للقسم التابع للوكالة المسؤول عن إرسال العملاء السريين الى الخارج وتجنيد جواسيس أجانب وسرقة الاسرار وتوفير فرق كوماندوز خاصة للحرب على الارهاب. وفي معرض رده على رئيس اللجنة، بورتر غوس، دافع مدير "سي آي ايه"، جورج تينيت، بقوة عن اداء الوكالة، وأشار الى ان بعض الانتقادات التي وجهتها اللجنة "تفتقر الى المعلومات الصحيحة ومنافية للعقل".

وكانت التحقيقات التي اجريت حول إخفاقات الوكالة في ما يتعلق بهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 وتقارير ما قبل حرب العراق قد ألقت المسؤولية على محللي الوكالة الذين كانوا يتلقون معلوماتهم من صور الاقمار الصناعية والوثائق المسروقة ومعلومات استخباراتية اخرى. إلا ان لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب حذرت في تقريرها من ان المشاكل التي تعاني منها الوكالة اكبر حجما وأنها تفاقمت في بعض الجوانب خلال السنوات القليلة السابقة.

ومن المتوقع ان توجه انتقادات اخرى لأداء الوكالة في تقرير سيصدر عن مجلس الشيوخ الشهر المقبل يتناول ايضا مزاعم عن وجود علاقة بين بغداد وتنظيم "القاعدة" قبل حرب العراق العام الماضي. وأورد اعضاء اللجنة الجمهوريون في التقرير ان "الاوضاع غير مطمئنة في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية بواسطة المصادر البشرية". وأضاف التقرير ايضا ان "وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ظلت تتجاهل على مدى فترة طويلة النشاطات المتعلقة بمهمتها الرئيسية" فضلا عن "وجود إنكار لأي حاجة لاتخاذ خطوات تصحيحية".

وحذرت اللجنة من ان الوكالة تسير نحو "منحدر خطير"، كما اشارت الى "الاضرار التي لحقت بأنشطة جمع المعلومات الاستخبارية بواسطة الافراد فضلا عن الاخطاء في وضع العناصر المناسبة في المواقع المناسبة وإعادة توجيه الموارد والأداء السيئ في جانب ترتيب الاولويات والادارة العامة للعمليات الميدانية وبغض الجهات السياسية للأخطار المتعلقة بعمليات الوكالة".

* خدمة "لوس أنجليس تايمز" ـ خاص بـ"الشرق الاوسط"