مصادر كردية لـ«الشرق الأوسط»: مئات السيارات المفخخة بلا أرقام تجوب المدن العراقية للاغتيالات والتدمير

TT

اتهمت مصادر كردية في عمان «جيش انصار السنة» بتفجير سيارة مفخخة في اربيل شمال العراق اول من امس استهدفت وزير الثقافة في كردستان محمود محمد. وقالت ان هناك المئات من السيارات المفخخة التي تجوب مدن العراق لقتل الابرياء والعبث بأمن البلاد.

وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» امس ان «جيش انصار السنة»، وهو احدى الجماعات المتطرفة التي كانت تتمركز في شمال العراق، يقف وراء التفجير الذي أودى بحياة سائق الوزير وعدد من الأبرياء.

واوضحت ان «جيش انصار السنة»، هو احدى الجماعات التابعة للزرقاوي الذي اعلن مسؤوليته عن الاعتداءات التي وقعت في عدد من مراكز الشرطة في مختلف المدن العراقية خلال الأيام القليلة الماضية، مشيرة الى ان هذه العمليات قد تزداد خلال الأيام القادمة وخاصة بعد انتقال السلطة للعراقيين في الثلاثين من الشهر الحالي.

واتهم كريم سنجاري وزير الداخلية في حكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني امس «جيش انصار السنة» بالوقوف وراء الاعتداء، وقال «نتهم جيش انصار السنة بالوقوف وراء العملية الاخيرة في اربيل». واوضح ان هذا الجيش «خليط من الاكراد من انصار الاسلام وعرب وافدين من خارج العراق». واضاف سنجاري «تم اعتقال عدد من الاشخاص بعد الحادث والتحقيق جار معهم» من دون ان يحدد عدد المعتقلين، مكتفيا بالقول انهم «اكراد». وأكد الوزير الكردي ان «قوات الأمن الكردية كانت قد اعتقلت قبل حوالي اسبوع 14 شخصا كانوا يخططون للقيام بهجمات».

واشارت المصادر الى ان السلطات الكردية في شمال العراق اتخذت اجراءات أمنية احترازية منذ منتصف الشهر الحالي تحسبا لوقوع عمليات انتحارية او تفجير سيارات مفخخة في المناطق الكردية بعد نقل السلطة للعراقيين، موضحة ان هذه الاجراءات شملت وضع حواجز للتفتيش والمراقبة على طول المناطق الكردية المحاذية للأراضي العراقية، كما شملت وضع حراسات مشددة على الدوائر والمؤسسات الحكومية وشعار الأحزاب والمرافق العامة كالطرق والجسور اضافة الى الشخصيات السياسية.

واوضحت ان هناك المئات من السيارات المفخخة التي تجوب مختلف المدن العراقية بهدف اغتيال الشخصيات السياسية والمسؤولين في الحكومة لإحداث فوضى وإرباك في السلطة بعد انتقالها للعراقيين، مبينة ان ازدياد اعمال العنف في الأيام الاخيرة خلق حالة من الذعر والقلق لدى المواطنين رغم اصرار الحكومة العراقية المؤقتة على ملاحقة الارهابيين واجتثاثهم من ارض العراق.

واشارت المصادر الكردية الى ان المئات من المسلحين التابعين للجماعات المتطرفة انتقلوا من شمال العراق الى وسطه للدفاع عن الفلوجة، وان بعض هؤلاء قد يعودون الى المناطق الكردية لتنفيذ اغتيالات وعمليات انتحارية لترويع المواطنين، موضحة ان كافة الضحايا الذين لقوا حتفهم جراء هذه العمليات هم من المدنيين الابرياء.

وكانت مصادر الشرطة العراقية ذكرت مساء اول من امس ان حصيلة قتلى الاعتداءات التي ارتكبت في مدينة الموصل يوم الخميس الماضي بلغت 49 قتيلا و20 مفقودا، وفقا لحصيلة جديدة.

وقال المقدم في الشرطة ابراهيم محمد خلدون ان عدد الجرحى يناهز 260 شخصا، مضيفا ان «حوالي 20 من عناصر الشرطة والمدنيين لا يزالون في عداد المفقودين».

من جهته، قال الطبيب احمد عبد الله رجب في المستشفى المركزي الذي يتولى احصاء القتلى، ان 49 شخصا قضوا في الاعتداءات. وكانت خمسة مراكز تابعة للشرطة المحلية العراقية في عموم محافظة الموصل تعرضت لهجمات بسيارات مفخخة ادت الى وقوع 44 قتيلا و216 جريحا، بحسب احصائية سابقة لوزارة الصحة العراقية.