سعود الفيصل: الأعمال الإرهابية ظرف استثنائي نتعامل معه بكل جدية وحزم

TT

أكدت الرياض امس حرصها والتزامها بأمن وسلامة رعايا الدول الغربية العاملين على أراضيها «الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من أمن وسلامة الوطن والمواطنين». وشددت الحكومة السعودية على ان ذلك يأتي في المقام الأولى من منطلقات دينية «قبل ان يكون جزءاً من تراثنا وشيمنا».

وقال الامير سعود الفيصل وزير الخارجية عقب لقائه بسفراء وأعضاء في السلك الدبلوماسي وممثلي جاليات 20 دولة غربية وآسيوية ومن أميركا اللاتينية ان بلاده تتعامل مع خطر وتهديدات الإرهاب «وفق خطط مدروسة في إطار استراتيجي يأخذ بزمام المبادرة والعمل على استباق الحوادث»، مشيرا الى ان الرياض «تضع بهذه السياسة في اعتبارها سلامة المواطن والمقيم والزائر هدفا رئيسيا».

الى ذلك قال السفير الأميركي جيمس سي ابرويتر، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع بصفته سفيرا لبلاده وممثلا لرئيس مجموعة البلدان الصناعية الثمانية وبقية المجتمعين بالمسؤولين السعوديين، فقال «اننا راضون عن الأجوبة على أسئلتنا». واضاف ردا على سؤال عما نقله لهم الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الامنية كونه عنصرا رئيسيا في الاجتماع الى جانب وزير الخارجية «كنا 40 شخصا ما بين دبلوماسي وممثل للرعايا وطرحنا خلال ساعتين 20 سؤالا واعتقد اننا راضون لما قدم لنا من إجابات». وقال «اعتقد ان الجميع شعر بالاطمئنان».

واضاف السفير الأميركي ان طبيعة الأسئلة تناولت معرفة حقائق الخطر على الأرض, واستعدادات الحكومة السعودية لردعها وتغطية امن الجاليات المستهدفة. واشار الى ان الحاضرين سينقلون لبقية الرعايا ما سمعوه من «جهود حقيقية في الميدان ومن تضحيات امنية تستبسل من اجل ردع المعتدين بالقسوة المرجوة معها عودة المملكة الى استقرارها المعروف».

وفي بيان مكتوب باسم السفير اوبرويتر جاء انه «تم في مناقشاتنا اليوم (امس) مراجعة الخطوات العملية التي اتخذتها السلطات السعودية لحماية كل من المقيمين الأجانب والمواطنين السعوديين. كما اننا تطرقنا لخطوات إضافية سيتم تنفيذها في المستقبل». لكن لم يكشف الجانبان عن تلك الخطوات بشكل واضح، مكتفين بالتأكيد على الثقة في سلامة وكفاية الإجراءات. في حين تطلع اوبرويتر الى «ان يكون هذا الاجتماع باكورة خير لحوار دوري مستمر».

وكان الامير سعود والامير محمد التقيا باعضاء السلك الدبلوماسي الرئيسيين لفترة تجاوزت الساعة على طاولة مباحثات كشف وزير الخارجية في المؤتمر الصحافي انها تناولت الحديث عن تنسيق السعودية مع دول العالم للتصدي لخطر الإرهاب الدولي.

وكان الامير سعود قد اكد في بيان صحافي تلاه امام الصحافيين، ان الحوادث الأخيرة أثبتت فعالية الإجراءات الأمنية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية «وتمكنت من خلالها القضاء على مجموعة كبيرة من الإرهابيين والقبض على عدد كبير منهم ومطاردة فلولهم وتفكيك خلاياهم وتشتيت جهودهم وإجهاض العديد من العمليات الإرهابية قبل وقوعها». وأكد ما سبق الإعلان عنه من ان حجم تلك الاعتداءات في حال نفذت «لا تقل كارثية عن الأعمال التي جرت.. بل تزيد عنها خطورة وعنفا».

وأرجع الامير سعود الفيصل نجاح بلاده في مواجهة الاعتداءات الإرهابية الى تعاملها معها «وفق خطط مدروسة في إطار استراتيجي يأخذ بزمام المبادرة والعمل على استباق الأحداث»، مشيرا الى ان هذه السياسة تضع في اعتبارها «سلامة المواطن والمقيم والزائر هدفا رئيسيا». وقال للصحافيين انه كرر للمجتمعين تعازي حكومة المملكة لضحايا الأعمال الإرهابية التي ضربت البلاد اخيرا ، مؤكدا ان تلك الأعمال الإرهابية اصابت الجميع بالصدمة «ولن تكون إلا ظرفا استثنائيا تتعامل معه المملكة بكل حزم وجدية للقضاء عليه ودحره بمشيئة الله»، ملوحا بسياسات وإجراءات امنية صارمة تعززها وقفة وطنية متكاملة.

وفي جوابه على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما اذا كان الطرف الآخر في الاجتماع سأل السعوديين عن مؤشرات بعينها تدل على تقدير زمني للقضاء على خطر التهديد الإرهابي وعودة الامور الى طبيعتها في المملكة، قال الأمير سعود الفيصل «أكدنا عزمنا على القضاء عليهم في اقرب فرصة لكن لا أستطيع أعطاء جواب محدد من نوع انه يمكننا ذلك في يوم 24 الساعة 2.30 وهكذا». وسأل ضاحكا «هل يمكننا قول ذلك؟».