أمين عام الاتحاد الاشتراكي المغربي: أبواب الحزب لا تزال مفتوحة أمام المنسحبين

TT

دعا محمد اليازغي، الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (مشارك في الحكومة المغربية) عناصر الحزب «الذين كانت تأخذهم في الماضي عزة النفس» الى «التعفف عن الخوض في المشاكل والصراعات والابتعاد قدر المستطاع عن صخب الحياة الحزبية كي يستمروا في عطائهم». وقال ان ابواب الحزب مشرعة لملاحظاتهم وآرائهم، وما عليهم الا استئناف نشاطهم النضالي لارساء قواعد الانطلاقة الجديدة نحو افق الحداثة الحزبية.

وكان اليازغي يتحدث امام اللجنة المركزية للحزب اول من امس، في ثاني اجتماع تعقده منذ اختياره امينا عاما خلفا لعبد الرحمن اليوسفي الذي استقال في وقت سابق وانسحب من المشهد السياسي. ولم يسم اليازغي التيارات او الاشخاص الذين ابتعدوا لاسباب شخصية او تنظيمية في فترات عن حزب الاتحاد الاشتراكي، لكن قوله «إن أبواب الحزب مشرعة» يوحي انه يسعى الى خطوة تصالحية مع رفاق الامس.

وخلا خطاب اليازغي الذي اخذ من جريدة الحزب صفحتين كاملتين، من اشارة بالاسم الى سلفه عبد الرحمن اليوسفي، كما فعل ذلك في مناسبة سابقة، مكتفيا بالاشادة بالرواد المؤسسين الصامدين، الذين يجب الاعتراف لهم بالامتنان والعرفان، طالبا من الاجيال الجديدة الاستفادة من تجربتهم.

واعتبر اليازغي، ان حزبه رغم ما يضمه في صفوفه من فعاليات وكفاءات نضالية، ما يزال في أمس الحاجة الى ابتداع اساليب عمل جديدة في التدبير الحزبي المحلي وفي طرائق التأطير والاستقطاب، وتقلد المهام الحزبية، ملاحظا ان الاتحاد الاشتراكي، لم يكن ابدا حزب النخبة المعزولة عن المجتمع، كما لم يعتبر نفسه حزب الطليعة التي تنوب عنه الجماهير في القرار والاختيار.

وبعد ان استعرض مراحل تطور الحزب وحصيلته، منذ آخر دورة للجنة الادارية توقف عند ملاحظتين اساسيتين، أولاهما ان الحزب تمكن من اجتياز المرحلة التنظيمية الصعبة الاخيرة، مبرهنا على انه ليس كيانا هشا بل يستفيد من كل ازمة لتطوير ادائه.

لكن اليازغي اعترف، في سياق الملاحظة الثانية ان الحزب لم يجتز بعد مرحلة الاضطراب او الفتور، معتبرا الوثيقة الاخيرة التي أقرها المكتب السياسي «مدخلا لحالة انتباه ينبغي ان تسرى شحنتها في كافة اجهزة الحزب»، مؤكدا ان تلك الوثيقة هي البوصلة الموجهة نحو المؤتمر السابع المقبل.

وفي سياق حديثه عن حلفائه داخل الكتلة الديمقراطية، دعا اليازغي الى احياء عمل الكتلة والانصات لمكونات اليسار المغربي للدفع بمزيد من الاصلاحات، مؤكدا ان طبيعة المرحلة الجديدة تستوجب احياء دور الكتلة لتحديث المشهد السياسي والرفع من اداء العمل الحكومي.

وبخصوص المظاهر الارهابية التي عرفها المغرب اخيرا قال اليازغي إن على الاغلبية الحكومية اتخاذ مواقف مبدئية منها وعملية ومنسجمة ومشتركة، لتحصين البلاد ووقايتها من تكرار احداث مشابهة لما وقع يوم 16 مايو (ايار) بالدار البيضاء.

وتعرض اليازغي لموضوع مشاركة حزبه في الحكومة المغربية من دون اشارة الى التعديل الاخير الذي ادخل عليها، قائلا: «ان مشاركتنا في الحكومة وقبولنا المساهمة في تدبير الشؤون العامة، رغم ما سجلناه من تجاوزات وخروج عن المنهجية الديمقراطية، هو عمل لخدمة القضايا المصيرية».

وفي اشارة تصالحية مع الجزائر، اعتبر الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي ان الانتخابات الرئاسية الاخيرة في البلد الجار للمغرب ستفتح افاقا جديدة انطلاقا من اعتبار اعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مكسبا للجزائر وللمسلسل الديمقراطي فيها.