اجتماع سري بين الوفد المصري والإخوان وسط تكهنات بتشكيل تحالف انتخابي

TT

وسط تكهنات بإعادة إبرام تحالف انتخابي جديد بينهما بعد 20 عاما من تحالفهما الأول، شهد مقر حزب الوفد المصري المعارض اجتماعا سريا بين قيادات الحزب ووفد من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة استمر لمدة أربع ساعات.

ورغم رفض الطرفين الإعلان عن تفاصيل اللقاء، علمت «الشرق الأوسط» ان هناك ترتيبات لعقد اجتماعات أخرى بين الجانبين قد تنتقل في بعض مراحلها إلى مقر الجماعة بحي الروضة بالقاهرة.

وحسب معلومات «الشرق الأوسط»، فإن جميع قيادات حزب الوفد وعلى رأسهم الدكتور نعمان جمعة رئيس الحزب قد حضروا الاجتماع في وقت غاب فيه المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف عن الاجتماع لظروف طارئة بينما رأس وفد الإخوان النائب الأول للمرشد العام الدكتور محمد السيد حبيب.

ورغم تكتم الجانبين على تفاصيل اللقاء، فإن مصادر مطلعة رجحت لـ«الشرق الأوسط» وجود مناقشات بين الطرفين على الترتيب لإعادة تشكيل تحالف انتخابي بين الوفد والإخوان على غرار تجربة أول تحالف انتخابي جرى بينهما في عام 1984 عندما خاض الوفد والإخوان الانتخابات البرلمانية بقائمة انتخابية موحدة حينما كانت الانتخابات تجرى بنظام القائمة.

وأوضحت المصادر ان اتفاق الجانبين على سرية المعلومات الخاصة باللقاء تأتي لعدة أسباب أهمها ان الطرفين قد يتفقان بشكل نهائي على إعادة تجربة التحالف وأن الأمر قد يتوقف فقط عند حدود التنسيق، مشيرة إلى أن عدم معرفة الجانبين حتى الآن بالنظام الانتخابي الذي ستجرى عليه الانتخابات المقبلة قد يكون سببا في ذلك.

وأشارت المصادر إلى أن التمسك بسرية التفاصيل كان رغبة أولى من جانب حزب الوفد الذي يسعى في البداية لاستبيان موقفه وعدم الدخول في صدام مباشر مع الحكومة أو أحزاب المعارضة الأخرى، حيث دعا الحزب الحاكم أحزاب المعارضة لحوار مشترك استثنى منه الإخوان، باعتبارها جماعة غير شرعية. غير أن الحوار لم يكتمل بعد.

وتأتي حالة التقارب بين الإخوان والوفد بعد أزمة عنيفة تفجرت بين الجانبين على مدى فترة وجود المرشد العام الراحل المستشار مأمون الهضيبي على رأس الجماعة وكان الجانبان قد خاضا مرحلة عنيفة من التلاسن والسباب والمواجهة السياسية، بعد فوز نائب عن الوفد بمقعد برلماني كان بحوزة الإخوان بانتخابات الإعادة بدائرة دمنهور بين الإخواني جمال حشمت والوفدي خير قلج، وهو ما اعتبرته الجماعة وقتها فوزا وفديا بمساعدة حكومية، بينما أكد الوفد انه تفوق وفدي على حساب الإخوان.

وبدأت بوادر تحسن العلاقة بين الاخوان والوفد عقب وفاة الهضيبي مباشرة حيث قدم الوفد العزاء في وفاة الهضيبي. وبعدها قام وفد إخواني برئاسة المرشد العام للجماعة بزيارة رسمية لحزب الوفد لتقديم الشكر على العزاء.