أول قس كويتي: الحكومة لا ترفض لنا أي طلب في حدود القانون.. ونسعى لتنظيم حوار مسيحي ـ إسلامي

TT

كشف القس عمانويل بنيامين غريب راعي الكنيسة الانجيلية بالكويت ان محادثاته مع المسؤولين البريطانيين خلال زيارته للعاصمة لندن تركزت على مجالات حقوق الانسان والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين، والحرية الدينية المكفولة للمواطنين والوافدين في دولة الكويت. وقال غريب وهو اول قس في الكويت في لقاء اجرته معه «الشرق الأوسط» في مقر اقامته بالعاصمة لندن انه التقي هرمان برون سكرتير اساقفة الكنيسة الانجليكانية بكنتربري، ومسؤولين من الخارجية البريطانية في مجال حقوق الانسان، وكذلك التقى المسؤول عن مكتب الكويت وعمان في الخارجية البريطانية. وقال ان مسيحيي الكويت يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية، ووفق الدستور الكويتي الذي ينص على تعدد الاديان والحريات بحدود القانون، منوها بأن الحرية التي نعيشها في الكويت قلما توجد في دولة اخرى. واشار القس غريب، 54 عاما، الى انه سينقل هذه الحرية الى اجتماعات «الكنسية المشيخية في الولايات المتحدة» نهاية الشهر الجاري، بعد انتهاء زيارته الى لندن لبيان مدى تعاون الحكومة الكويتية مع المسيحيين وتسهيل كافة الاجراءات التي من شأنها ممارسة الطقوس الدينية بكل هدوء وطمأنينة. وسأبين لمجلس الكنائس الاميركي مدى الحرية الكبيرة التي يعيشها المسيحيون في الكويت. وقال انه يحضر هذه الاجتماعات التي تعقد مرة كل عام مندوبا عن الكويت، والتي يحضرها أيضا مندويون من جميع انحاء العالم. وأشار الى وجود 150 كويتيا مسيحيا ضمن نحو ما بين 250 الفا الى 350 الفا من الوافدين يترددون على 7 كنائس في الكويت، مشيرا الى ان الاجانب في الكويت يمثلون 120 جنسية. وقال ان المسيحيين الكويتيين الـ150 يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية وتعاملهم الحكومة كحال المسلمين من منطلق مبدأ المواطنة. كما اكد ان الحكومة الكويتية تتجاوب في العادة مع مطالب ابنائها المسيحيين. وقال ان السلطات التنفيذية في البلاد متعاونة جدا معنا وتلبي كل طلباتنا، وتحرص دائما على ان يكون مسيحيو الكويت بخير خاصة المواطنين، ولعل لقاءاتنا مع الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء والشيخ محمد الصباح وزير الخارجية تثبت ذلك وتؤكد مدى الحرية الدينية التي نعيشها في الكويت. وقال ان الحكومة الكويتية لا ترفض اي شيء نطلبه في حدود القانون والدستور، وتطرق الى ان الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء استمع برحابة صدر الى ان اماكن العبادة الدينية لا تكفي للاعداد المتزايدة للمصلين المسيحيين. واوضح: لا شك ان ما قامت به الحكومة من تخصيص قطعة ارض على مساحة 16 الف متر مربع لإنشاء الكنيسة القبطية يعتبر اكبر تطور حدث خلال السنوات الاخيرة،، وهذا التعاون الكبير الذي طرأ بين الحكومة والمسيحيين يعد تطورا تاريخيا ودليل الديمقراطية الكبيرة التي نعيشها في الكويت التي تحترم كل الاديان وفق ما نص عليه الدستور الكويتي.

واشار الى ان المسيحيين في الكويت لا توجد لديهم مشكلات تمنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية وكان آخر ذلك تلبية وزير الشؤون الاجتماعية والعمل فيصل الحجي لمطالبنا وتفهمه لبعض مشكلاتنا الخاصة التي كلف قياديي الوزارة بمتابعتها وحلها بسرعة، فالحكومة متعاونة معنا إلى أبعد الحدود. وقال ان الكنيسة الانجيلية تسعى الى تنظيم حوار مسيحي ـ اسلامي في الكويت بهدف ايجاد وسائل للتقارب بين الديانتين لإرساء أسس المحبة والسلام، متمنيا ان يحدث ذلك قريبا. وقال ان نقاط التشابه بين الديانتين كثيرة مثل الايمان بالله الواحد، واليوم الاخر والملائكة والرسل، لافتا الى ان المسيحيين المواطنين يحصلون على كافة حقوقهم الوطنية من الدولة من منطلق المواطنة حسب الدستور، واكد ان أمور المسيحيين تتطور كل يوم الى الافضل ونبتهل الى الرب ان يديم هذه النعمة علينا.

وقال القس غريب ان المسيحيين والمسلمين يتفقون حول امور كثيرة ويختلفون في بعض الأمور، مشيرا الى ان الكنيسة الانجيلية تحاول ايجاد تقارب في المواضيع المختلف عليها.

واوضح: «نسعى الى التعاون مع اخواننا المسلمين في مجالات مكافحة المخدرات وادمان الخمور ومكافحة الارهاب وكل ما يضر بأمن المجتمع».