شكوك في تحذير أطلقه آشكروفت حول هجمات إرهابية متوقعة في الصيف بأميركا

TT

قبل ما يزيد على شهر أعلن مكتب المباحث الفيدرالي (أف. بي. آي) انه سيبدأ موجة من المقابلات في مختلف أنحاء البلاد كجزء من جهد ضروري ملح لايقاف هجوم ارهابي على الولايات المتحدة متوقع حدوثه في الصيف الحالي.

وأعلن المدعي العام جون آشكروفت في حينه أن 90% من الاستعدادات لشن الهجوم اكتملت، أما الاستعدادات لاجراء مقابلات فقصة أخرى. فالوقت الآن هو شهر يوليو (تموز)، وما يزال أمام مكتب المباحث الفيدرالي أسابيع للشروع بالمبادرة وفقا لما اكده مسؤولون في هيئات تنفيذ القوانين.

وكانت المقابلات ضمن سلسلة من الاجراءات التي أعلنت وزارة العدل ومكتب المباحث الفيدرالي عنها في مؤتمر صحافي عقد يوم 26 مايو (ايار) الماضي، وجرى فيه لفت الانظار الى ما سماه اشكروفت «معلومات موثوقة من مصادر متعددة» حول تخطيط الارهابيين لتوجيه ضربة «كبيرة» للولايات المتحدة في الصيف الحالي.

وقال مسؤول في مكتب المباحث الفيدرالي مشترطا عدم ذكر اسمه، إن التأخير يظهر ان موظفي المكتب كانوا يدققون في تقرير من يريدون اجراء مقابلات معهم. وقد اثار جهد مماثل ركز على الأحياء ذات الأغلبية الاسلامية قبل الحرب في العراق العام الماضي، الشكاوى من عملية جمع المعلومات الخاصة عن الناس.

ولكن التأخير يعزز أيضا فكرة أن تحذير آشكروفت، الذي تضمن صور الارهابيين المشتبه فيهم ومعظمهم ممن أعلن عنهم سابقا، كان ممارسة في اطار العلاقات العامة وجهت اشارات مختلفة للمواطنين، وبينهم أفراد الجالية العربية الأميركية.

وقال جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأميركي الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، ان آشكروفت «حاول استخدام أساليب تخويف للترويج لبرنامجه، وأعتقد ان ذلك كان اخفاقا جليا. وكان قد قام بهذا العمل من قبل. وفي كل مرة كان يفعل ذلك يظل الناس يسألون بعدئذ: لم يدور كل هذا ؟».

ولم يترافق التحذير مع أي رفع لدرجة التهديد الارهابي على مستوى البلاد، التي تحدد بشكل مستقل من جانب وزارة الأمن الداخلي. وتذمر آخرون من أن التقييم اعتمد على معلومات كانت معروفة، رغم خطورتها وواقعيتها، من جانب موظفي مكتب المباحث الفيدرالي منذ أشهر.

وهناك تكهنات من النقاد بأن المؤتمر الصحافي جهد محسوب من جانب ادارة بوش لصرف الأنظار عن مشاكلها في العراق. وقالوا ان هذه الحكاية تناسب صيغة معينة وتظهر كيف ان أسلوب آشكروفت الشديد يمكن أن يقوض، على نحو مثير للمفارقة، الرسالة التي يحاول نقلها.

وقال مايكل غرينبيرغر، المسؤول السابق في وزارة العدل في عهد ادارة بيل كلينتون والمدير الحالي لمركز الأمن الداخلي والصحي في جامعة ميريلاند ان «الجوهر الكلي للعمل المضاد للارهاب في اطار تنفيذ القوانين وجمع المعلومات هو سلسلة من الاعلانات الصحافية أو الخطابات السياسية الجذابة. انها أجواء خانقة من التشويش».

ودافع مارك كورالو المتحدث باسم وزارة العدل، عن التحذير قائلا: ان المدعي العام يعتقد ان تهديد الهجوم الارهابي في الولايات المتحدة الصيف الحالي «تهديد يماثل في خطورته ما شهدناه سابقا». واضاف كورالو انه لا يعلم بأن المقابلات لم تبدأ ولكنه قال انها لا تمثل سوى جزء واحد من برنامج لمكافحة الارهاب متعدد الوجوه تنفذه الوزارة بصرامة.

وقال «انه تهديد جدي بحيث اننا نعمل على مدار الساعة من أجل تخفيفه. انها عملية متواصلة، ونحن نقوم بأشياء كثيرة، وستجري المقابلات. وهناك عمليات أخرى تجري في الوقت الحالي لا يعرف الجمهور عنها شيئا».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»