ادواردز المليونير الأنيق ومحامي العمال والمزارعين «يشبه كلينتون ويكمل كيري»

أنفق ستة ملايين دولار على حملته الانتخابية ومعارضوه يتهمونه بـ«شراء» الكونغرس

TT

جون ادواردز المحامي الناجح شديد الثراء الذي اعلن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية جون كيري رسميا امس انه اختاره لمنصب النائب، دخل باب السياسة الأميركية من باب ثروته الطائلة وابتسامته الطفولية ولباقته الكبيرة، غير ان منتقديه يأخذون عليه خبرته السياسية المحدودة، اذ انه لم يبدأ العمل السياسي إلا قبل خمس سنوات فقط، وبينما يشبه ادواردز في سيرته الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، يكمل مع كيري بعضهما البعض.

وخلال حملته لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس جورج بوش، اضطر ادواردز كثيرا الى تذكير انصاره انه يخطو نحو الواحدة والخمسين من عمره، اذ انه يبدو دوما «شابا صغيرا على عجل»، أكثر مما يبدو مرشحا رئاسيا.

وولد السناتور ادواردز في ولاية ساوث كارولينا، وتربي في ولاية نورث كارولينا، حيث لمع نجمه. وبالرغم من اصوله العائلية البسيطة، الا أنه استطاع تسلق باب الثراء عبر العمل في المحاماة، فوالده كان عاملا في مصنع نسيج، ووالدته كانت تعمل في مكتب البريد المحلي، وخلال شهور الصيف عمل مع والده في مصنع النسيج وسط غبار القطن وصوت الماكينات الصاخب.

وقال السنة الماضية، خلال الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين «حتى اليوم أشم رائحة القطن والقماش المصنوع. لا تعتقدوا أنني أؤيد الطبقة العاملة حبا في أصواتها. إنني أؤيدها لأني جزء منها». ومثلما انتمى للطبقة العاملة، انتمى لولاية نورث كارولينا، حيث درس في جامعة كارولينا ستيت، وكان اول شخص في العائلة دخل الجامعة، ثم ذهب الى جامعة نورث كارولينا لدراسة القانون، وقضي عشرين سنة يعمل محاميا في الولاية.

أما اول مكسب كبير حققه فكان خمسة ملايين دولار في قضية تعويض قبل عشرين سنة، ثم كسب خمسة وعشرين مليون دولار، في قضية تعويض ايضا قبل سبع سنوات. وجملة مكاسبه خمسون مليون دولار تقريبا. وعندما أصبح سناتورا من ولاية نورث كارولينا، كان قد صرف ستة ملايين دولار علي الحملة الانتخابية، ويتهمه معارضوه بأنه «اشترى» الكونغرس، وأنه اثرى على حساب الشركات، فيما يقول هو انه اثرى دفاعا عن ضحايا الشركات. ولا بد أن هذا سيكون واحدا من قضايا الحملة الانتخابية: من مع الشركات «الرأسمالية»، ومن مع «الطبقة العاملة».

والمثير ان هناك وجه تشابه بين ادواردز وزوجته اليزابيث، والرئيس السابق بيل كلنتون وزوجته هيلاري، فالزوجان من ولايات الجنوب، هيلاري من ولاية اللينوي، لكنها عاشت مع زوجها في ولاية آركنسا، وقابل كل رجل زوجته في كلية الحقوق. كما ان الزوجين فتحا مكتبا مشتركا للمحاماة، ونشاط كل زوجة في هذا المجال كان أفضل ربما من نشاط الزوج. وإضافة الى ذلك ينتمي كل من الزوجين للجناح المعتدل في الحزب الديمقراطي، كما انهما دخلا العمل السياسي في كل من ولايتيهما، ثم اتجها نحو واشنطن.

والمثير ايضا ان ادواردز يبدو مكملا لمرشح الرئاسة في اكثر من مجال، فكيري ليبرالي متطرف، خاصة بعد ان عاد من حرب فيتنام، وقاد حملة لانسحاب القوات الاميركية من هناك، وكان هذا بداية طريقه إلى السياسة والكونغرس، فيما نائبه «ليبرالي جنوبي» فخور بعادات وثقافات ولايات الجنوب، التي ينظر نحوها الشماليون نظرة فوقية، وفي نفس الوقت، يريد اصلاح ولايات الجنوب لتلحق بولايات الشمال. وفيما يتمتع كيري بخبرة في مجال السياسية الخارجية، يعد ادواردز اكثر خبرة في المجال الداخلي وفي الدفاع عن قضايا العمال والمزارعين والاقليات العرقية.

ولادواردز وزوجته اليزابيث ثلاثة ابناء هم كاثرين ، 20 عاما وايما، 6 سنوات، وجاك،3 سنوات، ورغم ان زوجته محامية مثله، لكن الاثنين تخصصا في الدفاع عن عمال ومزارعي نورث كارولينا ضد شركات ومصانع النسيج، وضد شركات ومصانع التبغ.