استبقت اسرائيل وصول المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي الى تل ابيب مساء امس، بتوزيع صور للمفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونة في صحراء النقب وذلك لاول مرة منذ تأسيسه في اعوام الخمسينات.
غير ان هذه الصور التي التقطت من على بعد من المبنى الرئيسي للمفاعل، لا تكشف الكثير عن الموقع الاسرائيلي النووي الذي تغطيه الاشجار والزهور. في غضون ذلك قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان اسرائيل ستواصل انتهاج سياسة التكتم بشأن قدراتها النووية، ملمحا الى ان بلاده تملك القنبلة النووية، وهو امر ترفض اسرائيل الاعتراف به على نحو مباشر وان يقال انها تمتلك اكثر من 200 قنبلة نووية. واعلن شارون لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان «سياسة الالتباس حول القطاع النووي التي نتبعها اثبتت جدواها وستستمر».
ويبدأ البرادعي اليوم محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين في مقدمتهم شارون، بهدف تقريب وجهات النظر بين اسرائيل ودول اخرى في الشرق الاوسط حول اقامة منطقة منزوعة من الاسلحة النووية.
وقال البرادعي للصحافيين قبل ان يغادر القاهرة في طريقه الى تل ابيب امس ان «هدف المحادثات مع المسؤولين الاسرائيليين هو تقريب وجهات النظر بين اسرائيل وباقي دول الشرق الاوسط».
واضاف ان اسرائيل تعتبر ان امتلاك السلاح النووي مسألة تطال «أمنها القومي» وان ازالتها «يجب ان تندرج في اطار سلام شامل»، بينما ترى الدول العربية في المقابل ان القضاء على القدرة النووية لاسرائيل يجب ان «يأتي قبل السلام ويشكل خطوة نحو ارساء الثقة لتعجيل عملية السلام».
وتابع البرادعي القول ان «هدف زيارتي لاسرائيل هو درس امكانية اقامة حوار استراتيجي حول السلام في المنطقة».