إسرائيل تستغل مواجهة الانتفاضة لتحويل قواتها إلى جيش «نخبوي»

TT

مقتل قائد السرية المختارة في وحدة الصفوة الخاصة لسلاح البحرية الاسرائيلي («الوحدة 13»)، فجر امس في نابلس في اشتباك مع ناشطين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يدل بشكل لا يقبل التأويل على ان جيش الاحتلال حول المواجهة المتواصلة مع فصائل المقاومة الى ساحة تدريب لقواته المختارة، في ظل هدوء الجبهات العربية.

واعلن جيش الاحتلال صباح امس ان ستة من افراد «الوحدة 13»، قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة. وفي ظل اوضاع عادية لا تعمل هذه الوحدة في الضفة الغريية وقطاع غزة، فمجال تخصصها هو الانطلاق من السفن الحربية خلف «خطوط العدو».

وشارك عناصر «الوحدة 13»، في الكثير من عمليات الاغتيال والاختطاف فضلا عن عمليات التوغل والمداهمات في الضفة والقطاع.

وليس فقط عناصر سلاح البحرية هم الذين يزج بهم في ساحة المعركة، بل ان وحدة مختارة من سلاح الجو شاركت ايضا في عمليات اغتيال ومداهمة. ويتبين ان شعبة العمليات في هيئة اركان جيش الاحتلال استغلت اندلاع الانتفاضة من اجل الزج بعناصر الوحدات المختارة حتى يتسنى لها تطبيق الاساليب التي تدربوا عليها. واستغلت قيادة جيش الاحتلال الانتفاضة في تبرير تشكيل وحدات مختارة اضافية.

الافتراض الذي يحكم توجهات قيادة جيش الاحتلال ان هذه الوحدات بالامكان توظيفها في أي مواجهة مستقبلية مع قوة اقليمية في المنطقة، مع العلم ان هامش المناورة امام قيادة الجيش لتوظيف الوحدات المختارة للعمل خارج اسرائيل تحت قيادة جهاز الموساد قد تقلص الى حد كبير.

يذكر ان وحدة «سييرت متكال» اي سرية الاركان، اهم الوحدات المختارة في الجيش، استغلت لعقود في تنفيذ عمليات تصفية خارج حدود اسرائيل، ومن اهم قادتها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك ويوني نتنياهو شقيق وزير المالية الحالي بنيامين نتنياهو، الذي كان ايضا ضابطا في الوحدة. هذه الوحدة يتم حاليا الاستعانة بها كثيرا في عمليات الاغتيال، او مواجهة عمليات التسلل الى داخل المستوطنات.

والوحدات المختارة الاخرى مثل «دوخيفات»، التي تتولى حماية محيط المستوطنات في الضفة، ووحدة «ايغوز»، التي شكلت اواخر التسعينات لمواجهة «حزب الله» في جنوب لبنان تم الدفع بها لحماية الطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون. وهناك وحدات مختارة اخرى عديدة توظف في عمليات القمع في الضفة والقطاع, مثل وحدة «خروب»، ووحدة المستعربين «دوفيدفان» في الضفة و«شمشون» في القطاع، بالاضافة الى الوحدات المختارة التابعة لالوية المشاة «جفعاتي»، و«جولاني»، و«هناحل»، والمظليون. وحتى الشرطة الاسرائيلية التي مجال عملها هو الخط الاخضر داخل اسرائيل، تقوم بالزج بما يسمى بـ«الوحدة الخاصة لمحاربة الارهاب» «يمام» التابعة لها لتنفيذ عمليات اغتيال.

يذكر ان امين سر حركة «فتح» في طولكرم ثابت ثابت، قتل في مطلع الانتفاضة على ايدي افراد «يمام».

تفريخ الوحدات المختارة في جيش الاحتلال والدفع بها للعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة مرتبط بشكل اساسي بتوجهات قيادة الجيش الهادفة الى تحويله من «جيش للشعب»، الى جيش نخبوي، قائم فقط على الوحدات المختارة.

وفي اسرائيل الكثيرون يعتقدون ان تجربة الجيش الأميركي في العراق تدل على ضرورة التوجه نحو «الجيش النخبوي».