الجزائر ـ رويترز: قررت محكمة جزائرية امس تأجيل نظر شكوى من وزارة الدفاع ضد مدير صحيفة مستقلة يقضي حاليا عقوبة السجن عامين مع النفاذ في قضية منفصلة مرتبطة بانتهاك تشريعات مالية.
وجاء ارجاء قضية محمد بن شيكو مدير صحيفة «لوماتان» الى التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) بعد يومين من محادثات نادرة بين وزير الاتصال بوجمعة هيشور ومسؤولي صحف خاصة وحكومية في محاولة على ما يبدو لتخفيف التوتر بين السلطات والصحافة.
وقال يوسف رزوق رئيس تحرير «لوماتان» ان قاضي محكمة سيدي امحمد في العاصمة لم يعلن اسباب التاجيل الذي سيشمل نحو 25 قضية اخرى متصلة باتهامات ضد صحافيين آخرين. واضاف: «قد يكون لقرار (التأجيل) علاقة بضغوط على الحكومة، وقد يفسر ذلك ايضا على انه اول خطوة نحو التهدئة بعد لقاء الوزير مع الناشرين» يوم الاحد الماضي.
يشار الى ان بن شيكو محتجز بسجن الحراش في العاصمة منذ ثلاثة اسابيع بعد ان قضت محكمة بسجنه عامين مع النفاذ في اعقاب اتهام وزارة المالية له بخرق احكام متصلة بمراقبة الصرف وحركة رؤوس الاموال بعد ان عثرت شرطة مطار العاصمة بحوزته على سندات مالية عند عودته من فرنسا.
ورفضت وزارة الدفاع دعوى قضائية على بن شيكو بتهمة القذف واهانة هيئة نظامية بعد ان نشرت الصحيفة في مايو (ايار) الماضي سلسلة مقالات تزعم تعرض محتجين اعتقلوا في باتنة (شرق) للتعذيب على ايدي افراد الدرك الوطني. وقالت قيادة الدرك بعد تحقيق في المزاعم ان تقارير الصحيفة «خيالية». وبدأت بعض الصحف المستقلة قبل نحو عام حملة ضد مسؤولين كبار، بينهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي اعيد انتخابه في ابريل (نيسان) الماضي. وهدأت حدة الحملة بعد إعادة انتخاب بوتفليقة لكن العلاقات بين السلطات والصحف عادت الى التوتر خلال الاسابيع الاخيرة بعد سجن صحافيين. وقال عمر بلهوشات مدير صحيفة «الوطن» ان وزير الاتصال ابدى في اجتماع الاحد اعتراضه على سجن الصحافيين لكنه دعا الى ترك المجال امام العدالة لتقرر ما يمليه القانون.