انتخابات إندونيسيا: يودويونو يحافظ على تقدمه لكنه يعجز عن حسم المعركة من الجولة الأولى

TT

بعد فرز 15.5 مليون صوت، أفادت النتائج الجزئية للانتخابات الرئاسية التي اجريت اول من امس في اندونيسيا ان الجنرال المتقاعد سوسيلو بامبانغ يودويونو كان لا يزال يتقدم امس على منافسيه. لكنها اكدت في الوقت نفسه ضرورة تنظيم دورة ثانية من الاقتراع. وبعد ان رجحت توقعات مستقلة فوز وزير الأمن الاسبق، 54 عاما، افادت نتائج جزئية انه حصل على 33% من الاصوات مقابل 26% للرئيسة المنتهية ولايتها ميغاواتي سوكارنوبوتري و23% للجنرال المتقاعد الآخر ويرانتو. ويذكر ان الفارق بين ما حصل عليه يودويونو وما حصلت عليه ميغاواتي جاء أقل مما كان يتوقعه كثيرون. وتقل محصلة يودويونو كثيرا عما اظهرته استطلاعات الرأي قبل الانتخابات اذ توقعت ان يحصل على ما بين 40 و45 في المائة من الاصوات وان يتقدم على أقرب منافسيه بنحو 30 نقطة مئوية.

وحتى الآن، لم يعرف عدد الناخبين الذين ادلوا بأصواتهم في الاقتراع. وكانت الفرصة متاحة لـ153 مليون ناخب لاختيار رئيس للبلاد في اقتراع مباشر للمرة الاولى في اندونيسيا التي تضم اكبر عدد من المسلمين في العالم ويبلغ عدد سكانها 212 مليون نسمة. ويتوقع ألا تنشر النتائج النهائية قبل اسبوع على الاقل.

وتشير هذه النتائج الى ان تنظيم دورة ثانية في 20 سبتمبر (ايلول) ضروري لأن أيا من المرشحين لم يحصل على غالبية مطلقة وهي نسبة تتجاوز 50%. وكانت منظمتان مستقلتان قد توقعتا هذه النتائج وتنظيم دورة ثانية للانتخابات. وقال «المعهد الديمقراطي الوطني» الذي يتخذ من واشنطن مقرا له ومنظمة محلية ان يودويونو سيحصل في النتيجة النهائية على 34% من اصوات الناخبين والرئيسة المنتهية ولايتها على 25% وويرانتو على 23.5%. وجاء رئيس البرلمان امين ريس المرتبة الرابعة بحوالي 14% من الاصوات متقدما على نائب الرئيس حمزة حاز (حوالي 3%). وحذر يودويونو شخصيا من العنف اذ تحدق مخاطر كثيرة بالبلاد التي يرهقها اقتصاد مضطرب وهجمات متشددين اسلاميين من آن لآخر. ولم تتأثر أسواق الاسهم والعملة في البلاد بحالة عدم الاستقرار السياسي قبل الانتخابات وارتفعت امس بفضل المناخ السلمي الذي ساد الانتخابات وخلوها من المشاكل. غير أن عدم الاستقرار على المدى الطويل والمشاكل الاقتصادية لا تزال قائمة.

وكانت هزيمة ميغاواتي متوقعة بعد أربع سنوات من توليها الرئاسة، اذ فشلت في انعاش الاقتصاد والقضاء على الجريمة. كما شهدت فترة رئاستها تزايدا في هجمات الأصوليين الاسلاميين مما أسفر عن سقوط مئات القتلى. ومع ذلك فإن انحسارها من كونها اكثر السياسيين شعبية ـ لاسباب منها انها ابنة المؤسس سوكارنو ـ يثير دهشة الكثيرين. ويعتقد الآن انها قد تبتعد عن الحياة السياسية في حال خسارتها.

ويقول محللون انه بينما ضمن يودويونو مكانه في الجولة الثانية فإن الصراع على منافسته سيؤدي دورا رئيسيا في تحديد الرئيس المقبل. وقال جيفري وينترز، الخبير في شؤون اندونيسيا بجامعة نورثوسترن بشيكاغو: «المعركة الحقيقية على المركز الثاني». ويقول معظم المحللين انه في حالة فوز ميغاواني بالمركز الثاني فمن المحتمل أن يفوز يودويونو بفارق كبير في سبتمبر نظرا لاتساع نطاق عدم الرضاء عن ادائها في السنوات الاربع الماضية بينما سيكون ويرانتو منافسا أقوى. وقال وينترز: «اعتقد ان المنافسة ستكون اكثر اثارة اذ كان ويرانتو طرفا. سيكون من الصعب التنبؤ في هذ الحالة لأن علينا ان نفكر بعمق لمن تذهب اصوات الخاسرين».