باكستان: شوكت عزيز يبدأ أولى خطواته نحو رئاسة الوزراء نزولا على رغبة مشرف

TT

أتوك (باكستان) ـ رويترز: استهل رئيس الوزراء الباكستاني المرتقب شوكت عزيز امس مسعاه لاستيفاء الشروط اللازمة ديمقراطيا لتولي مهام منصب يقول كثيرون ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف قد منحه اياه.

فقد توجه عزيز الى اتوك، البلدة الواقعة غرب اسلام اباد على ضفة نهر اندوز، لتقديم أوراق ترشيحه وخوض انتخابات تجديد على مقعد يتعين ان يفوز فيها قبل ان يصبح رئيسا للوزراء. وقد انتقدت على نطاق واسع ما سميت «لعبة الكراسي الموسيقية السياسية» التي زج فيها برئيس وزراء مؤقت من انصار مشرف باعتبارها «ضربة جديدة للديمقراطية» في بلد يمسك فيه الجيش بمقاليد الامور.

وقال عبد الله، وهو تاجر في الثلاثينات من العمر: «الصورة العامة عن الرجل هي انه عميل لأميركا. اعتقد انه مفروض علينا. نحن لسنا أحرارا البتة». وعمل عزيز من قبل في «سيتي بانك» بنيويورك. ويمثل وزير المالية، 55 عاما، طائفة من العناصر المحترفة المعتدلة التي يريد مشرف تعزيز دورها في البلاد التي تشهد صعودا كبيرا للاصوليين الاسلاميين ويعصف بها الفقر والامية.

الا ان صورته ايضا ترتبط ايضا بملاحظات سلبية من الباكستانيين الذين يشكون من ان مشرف، الحليف المهم للولايات المتحدة في الحرب على الارهاب، ينصاع اكثر مما ينبغي للرغبات الاميركية. ويحسب لعزيز انه انقذ باكستان من شفا الافلاس عام 1999 عندما تولى وزارة المالية.

واستقال رئيس الوزراء الباكستاني الاخير ظفر الله خان جمالي يوم 26 يونيو (حزيران). وفي الليلة نفسها اعلن ان تشودري شجاعة حسين، زعيم «الرابطة الاسلامية الباكستانية» الحاكمة الموالية للجيش سيتولى مؤقتا رئاسة الحكومة قبل تسليمها الى عزيز.

ويقول محللون ان مشرف خلص الى أن جمالي، وهو سياسي يتحدر من اقليم بلوخستان، على الحدود مع افغانستان «لا يعكس الصورة المناسبة لباكستان»، وانه «عجز عن توحيد الفصائل المتشاحنة داخل الائتلاف الموالي للجيش».

ومن اجل تذليل عقبات تواجه عزيز في طريقه نحو الجمعية الوطنية، تنازلت ابنة شقيق حسين عن مقعدها في دائرة ريفية تضم قرى حول اتوك لتمكين عزيز من خوض المنافسة. وتظهر تضحيتها هذه ان عزيز وحسين شريكان في صفقة قد يضطلع في اطارها المصرفي السابق بإدارة شؤون البلاد بينما يدير حسين شؤون الحزب.

واذا لم تمض الانتخابات في اتوك في هذا الاتجاه فإان عزيز سيقدم مرة ثانية اوراق ترشيحه خلال الايام القليلة المقبلة في ثارباركار باقليم السند الجنوبي. ومن المقرر اجراء الانتخابات في الدائرتين يوم 18 اغسطس (اب). ورغم الانتقادات فإن مشرف يصر على ان التعديل الذي ابقى على معظم الوزراء في مناصبهم لن يجعل من رئيس الوزراء الجديد خادما لرغباته. وقال في ستوكهولم اول من امس: «انهم ليسوا دمى».

وامتنع مشرف عن تحديد ما اذا كان ملتزما باتفاق مع المعارضة بالتقاعد كقائد للجيش بنهاية العام الحالي مقابل تمتعه بصلاحيات ضخمة ومنها الحق في إقالة رئيس الوزراء وحل البرلمان.

ويخشى الغرب من أن مشرف من دون منصبه كقائد للقوات المسلحة سيصبح أضعف وأقل قدرة على مواجهة الاصوليين والعمل باتجاه السلام مع الهند، جارة باكستان النووية.