البيت الأبيض يختار الـ«معتدلة» ميغان أوسليفان مسؤولة عن العراق

رايس والمحافظون الجدد يخسرون موقعا مهما في مجلس الأمن القومي

TT

قال اندرو كارد، كبير موظفي البيت الأبيض، ان ادارة الرئيس بوش اختارت ميغان أوسليفان، التي كانت مستشارة لسلطة التحالف المؤقتة في العراق، مسؤولة عن العراق في مجلس الأمن القومي. وقال مراقبون ان هذا الاختيار الذي يتوقع أن يعلن رسميا في المستقبل القريب، يأتي في إطار صراع خفي داخل البيت الابيض بين انصار البنتاغون من جهة وانصار الخارجية من جهة أخرى. ويعتبر هذا الاختيار هزيمة لتجمع المحافظين الجدد الذي خطط لغزو العراق من اركان البنتاغون. ويعتبر، أيضا، مؤشرا لتحول داخل البيت الابيض يقوده كارد، الذي كان أقل المتحمسين لغزو العراق، في مواجهة كوندوليزا رايس، مستشارة الرئيس بوش للأمن القومي.

وكانت أوسليفان خبيرة في شؤون الشرق الاوسط في معهد بروكنغز، الذي يعتبر معتدلا بين معاهد ومراكز البحوث في واشنطن. وكتبت تقارير عن العراق مالت فيها نحو تحاشي الحرب، ودعت الى التركيز على العقوبات الدولية، وعلى الاعتماد على مجلس الأمن لنزع سلاح العراق.

وبعد معهد بروكنغز، ذهبت أوسليفان الى وزارة الخارجية، حيث عملت في قسم تخطيط السياسة الذي يقدم استشارات لوزير الخارجية. وبعد غزو العراق كانت واحدة من «الجناح المعتدل» من الخبراء والخبيرات الذي أرسل الى العراق لتقديم استشارات لسلطة التحالف.

عندما كانت اوسليفان في بروكنغز اشتركت، قبل ثلاث سنوات، في كتابة كتاب «العسل والخل: المقاطعة والإغراءات في السياسة الخارجية»، ودعت فيه الى انتهاج سياسة معتدلة تجاه الدول التي تختلف معها الولايات المتحدة، وإلى تحاشي استراتيجية العقوبات الصارمة.

وحتى بعد هجوم 11 سبتمبر، وحرب الارهاب، وغزو أفغانستان والعراق، لم تغير اوسليفان رأيها كثيرا، وكتبت كتاب «مقاطعة ذكية: مواجهة الارهاب والدول التي تسانده». ومما كتبت: «بعد هجوم 11 سبتمبر اصبحنا اكثر رغبة في استغلال قوتنا الاقتصادية لمعاقبة الآخرين. هذه الرغبة يمكن ان تجعل سياستنا الخارجية اكثر فعالية. لكن لا بد من وضع اعتبار للعولمة والتغييرات الكبيرة التي تؤثر على المقاطعة».

وانتقدت أوسليفان المقاطعة الاقتصادية الصارمة التي فرضت في الماضي على دول مثل إيران والسودان والعراق وليبيا. وهي في هذا اختلفت مع التيار المتشدد، خاصة في الكونغرس، الذي يريد سياسة خارجية قاسية نحو الدول التي تعادي أو تعارض السياسة الاميركية.

ويرفع تعيين أوسليفان في البيت الأبيض اسهم شخصيات مؤثرة على السياسة الاميركية في الشرق الاوسط، مثل رتشارد هاس، الذي يعتبر من المعتدلين اليهود. وتعتبر أوسليفان واحدة من تلميذات هاس، واشتركت معه في تأليف كتاب معهد بروكنغز عن المقاطعة. وهاس الآن رئيس مجلس العلاقات الخارجية (المعتدل) في نيويورك. وكان مسؤولا عن قسم تخطيط السياسة في وزارة الخارجية، والذي عملت فيه أوسليفان. ويعتقد انه وراء إقناع البيت الأبيض باختيارها مسؤولة عن العراق، في منافسة مع مرشحين متطرفين من تجمع المحافظين الجدد. وبسبب اهمية العراق المتوقعة في السياسة الخارجية الاميركية، يعتبر الاختيار خطوة نحو منصب أكثر أهمية إذا فاز بوش بالرئاسة مرة ثانية، لتكون ربما مساعدة لوزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى.