قمة الاتحاد الأفريقي تعتبر أن ما يحدث في دارفور لا يصل إلى حد «الإبادة الجماعية» والخرطوم تتحدث عن «انتصار»

مجلس الأمن الأفريقي يدعو السودان إلى تقديم مرتكبي الانتهاكات في دارفور إلى المحاكمات

TT

حث زعماء الاتحاد الأفريقي في قمتهم امس في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، السودان على «تحييد» ميليشيا الجنجويد ذات الاصول العربية في دارفور، الا أنهم قالوا ان الوضع لم يصل الى حد الابادة الجماعية كما تصفه بعض جماعات حقوق الانسان. وعلى الفور اعتبرت الحكومة السودانية قرار الاتحاد الافريقي الذي تعرض لضغوط للتدخل في دارفور انتصارا لها. وتنفي الحكومة منذ فترة أن هجمات الجنجويد على مواطنين من اصول افريقية جزء من حملة ابادة تساندها الحكومة. وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل لرويترز على هامش قمة الاتحاد الافريقي في اثيوبيا «يظهر القرار بوضوح عدم وجود ابادة جماعية. نحن سعداء بذلك رغم اعترافنا بوجود وضع انساني ملح». وطلب مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد في بيان صدر عن القمة امس، تقديم جميع المسؤولين عن اعمال القتل وتدمير المنازل للعدالة، وطلب من الحكومة السودانية دراسة سبل تعويض «السكان المتضررين».

وجاء في البيان «رغم أن الازمة في دارفور خطيرة ووصول الوفيات الى مستويات غير مقبولة والمعاناة الانسانية وتدمير المنازل والبنية التحتية، فان الموقف لا يمكن وصفه بأنه ابادة جماعية». وأضاف البيان أنه «ينبغي التعامل مع الازمة بشكل عاجل.. والمجلس يرحب بالتزام الحكومة بنزع سلاح وتحييد ميليشيا الجنجويد ويحث الحكومة على الوفاء بتعهداتها». ولم يتضمن البيان مصطلح التطهير العرقي الذي ورد على لسان بعض المسؤولين الاميركيين.

ويشارك أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة في القمة التي يتوقع أن تصدر بيانا اخر عن دارفور اليوم مع اختتامها رسميا. ووافق السودان على نشر نحو 300 جندي من قوات الاتحاد الافريقي لحماية مراقبي الهدنة في منطقة دارفور النائية التي تسبب فيها القتال في تشريد أكثر من مليون شخص فيما تقول الامم المتحدة انها أسوأ كارثة انسانية في العالم. ويستعد الاتحاد الافريقي لارسال جنود نيجيريين وروانديين الى دارفور لحراسة 60 من مراقبي الهدنة التابعين للاتحاد الى جانب حراسة مخيمات اللاجئين ومناطق حدودية بين السودان وتشاد. وقال اسماعيل امس ان السودان سيتعاون «ايجابيا» مع الاتحاد الافريقي حينما يقرر تنفيذ قرار النشر. وينظر المحللون والدبلوماسيون لازمة دارفور على أنها أول اختبار رئيسي للاتحاد الافريقي الذي حل محل منظمة الوحدة الافريقية منذ عامين والذي يحاول اجتذاب استثمارات غربية ضخمة مقابل انهاء الحروب والاستبداد ومكافحة الفساد. وأرسل الاتحاد الافريقي بالفعل مراقبين غير مسلحين الى دارفور.