سلطات التعليم الألمانية تتخذ خطوات تؤدي إلى تفريغ الأكاديمية السعودية في بون من تلاميذها تدريجيا

TT

في خطوة تهدف الى تفريغ الأكاديمية السعودية ببون من تلاميذها تدريجياً، فحصت مديرية التربية والتعليم في المدينة إجازات الدراسة الخاصة بتلاميذ المرحلة الابتدائية وتوصلت إلى ان عدد التلاميذ الذين تنطبق عليهم شروط التعليم في مدرسة «بديلة» لا يتجاوز 14 تلميذا.

وذكر هوبرت زيلمانسكي رئيس قسم المدارس الابتدائية في مديرية التربية والتعليم في العاصمة السابقة لالمانيا، ان دراسة ملفات التلاميذ تشير إلى أن معظمهم من حملة الجنسية أو الاقامة الدائمة، ويتعين عليهم، على هذا الاساس، الانتقال إلى المدارس الرسمية الألمانية. واتخذ قرار بابقاء 14 تلميذا ممن تنطبق عليهم شروط الدراسة في المدارس «البديلة»، في الأكاديمية السعودية وتبليغ 53 تلميذا بضرورة الانتقال إلى المدارس الألمانية القريبة. وقد انتقل 9 تلاميذ سلفا إلى المدارس القريبة في بون ـ ميهلم وينتظر الآخرون بداية العام الدراسي الجديد في سبتمبر (ايلول) المقبل للانتقال أيضا إلى مدارس اخرى.

وأكد زيلمانسكي أن دائرته ستنتهي خلال أربعة اسابيع، في أقصى الحالات، من تدقيق ملفات تلاميذ المراحل الأخرى البالغ عددهم 101 تلميذ وتلميذة. وسيجري التأكد من مدى انطباق الشروط على حيازتهم إجازة التعلم في المدارس «البديلة» واتخاذ القرار بشأنهم لاحقا. وتتوقع وزارة التعليم في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، حيث تقع بون، أن يؤدي وقف قبول التلاميذ في الأكاديمية من جهة، ونقل التلاميذ الحاملين للاقامة أو الجنسية الألمانية إلى مدارس أخرى، إلى افراغ الأكاديمية من تلامذتها بالتدريج تمهيدا لغلقها. وسبق لأحد العاملين في الأكاديمية، فضل عدم ذكر اسمه، أن أشار إلى وجود شبه اتفاق بين الجانبين الألماني والسعودي على غلق الأكاديمة بالتدريج بعد تجريدها من التلاميذ.

واعترف زيلمانسكي بأن معظم أولياء تلاميذ المرحلة الابتدائية الذين شملهم قرار النقل قد تقدموا باعتراضات إلى محكمة بون الإدارية. وتوقع أن تصدر المحاكم قراراتها بشأن الأطفال بالتدريج بما يسمح لمديرية التربية والتعليم بتطبيق قرارها في موعد أقصاه صيف 2005 .

وعن مدى استعداد مدارس بون الرسمية لاستقبال تلاميذ قضوا مراحل مختلفة من التعليم باللغة العربية، قال زيلمانسكي ان المدارس المرشحة لاستقبال تلاميذ الأكاديمة السعودية تعاونت مع المديرية في توزيع التلاميذ على الصفوف لتدريسهم دورات اضافية خاصة باللغة الألمانية، ووضع البرامج الكفيلة بادماجهم في المدارس الجديدة.

وكانت السلطات الأمنية ووزارة التعليم في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا تحدثت عن تحول الأكاديمية السعودية إلى «مركز جذب للاصوليين»، واتهمت امام المسجد التابع للأكاديمية بالتحريض على التشدد والدعوة لـ «الجهاد». ونجحت مباحثات سعودية ـ ألمانية جرت ببرلين في تهدئة الوضع وتشكيل لجنة ألمانية ـ سعودية للاشراف على نشاطات الأكاديمية ومناهجها. وتأتي الخطوات الأخيرة، ومنها فحص مناهج الأكاديمية والتدقيق في إجازات التعليم في المدارس «البديلة»، في ضوء نشاط اللجنة المشتركة.