استقالة رئيس معهد العالم العربي بناء على طلب شيراك تمهيدا لتعيين شخصية سياسية

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في باريس، ان رئيس معهد العالم العربي السفير دوني بوشار قدم أمس، خلال اجتماع لمجلس الادارة، استقالته من رئاسة المعهد. وكان من المفترض بقاء دوني بوشار في منصبه حتى نهاية ولايته الأولى التي تحل في شهر يوليو (تموز) من العام المقبل. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فان رئيس المعهد قدم استقالته «نزولا عند طلب الرئيس الفرنسي جاك شيراك»، الذي يريد ان يعين في هذا المنصب الحساس «شخصية سياسية» من الوزن الثقيل. ووفق هذه المعلومات، فان أحد معاوني شيراك اتصل بالسفير بوشار ليبلغه برغبة الرئيس في «دعوته للقيام بمهام أخرى» أي عمليا لتقديم استقالته.

ويعاني المعهد من صعوبات مالية دائمة، كما ان هناك عدة دول عربية بينها ليبيا لم تدفع المترتب عليها من أموال للمعهد.

وأبلغ بوشار مجلس الادارة انه يقدم استقالته «بسبب استدعائه لشغل مهمات جديدة». لكن السفير بوشار رفض، خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، الكشف عن طبيعة هذه المهمات الجديدة او عن تاريخ توليه هذه المهمات.

ومن الأسماء التي يظن انها مرشحة لخلافة بوشار وزير الثقافة الفرنسي السلبق جان جاك أياغون الذي خرج من الوزارة في تشكيلة جان بيار رافاران الأخيرة، التي ظهرت بعد الانتخابات الاقليمية والمحلية في الربيع الماضي والتي مني فيها اليمين الفرنسي بهزيمة قاسية.

وثمة مهلة قانونية يجب احترامها ما بين تقديم الاستقالة وانتخاب رئيس جديد. وعمليا، سوف تقترح الخارجية الفرنسية، نيابة عن الدولة الفرنسية اسم شخص ليكون عضوا في مجلس الادارة على ان يقوم المجلس بانتخابه رئيسا للمعهد.

واعتاد الرئيس الفرنسي اصطحاب رئيس المعهد في زياراته الرسمية الى العالم العربي. كما اعتاد زوار فرنسا من الرسميين العرب، على أعلى المستويات، إدراج المعهد ضمن إطار نشاطاتهم الرسمية خلال زياراتهم الى فرنسا.

ومقابل منصب الرئيس الذي يعود لشخصية فرنسية، فان منصب المدير العام يشغله عربي. ويقوم بهذه المهمة، في الوقت الحاضر، الدكتور ناصر الانصاري الذي جدد له في منصب المدير العام. وتنتهي مهمته الصيف المقبل. ويمول المعهد، وفق القاعدة الأصلية، مناصفة من فرنسا (الخارجية) والدول العربية.