مبارك يعود إلى القاهرة وطبيبه يؤكد قدرته على ممارسة مهامه فورا

توقعات بعزم الرئيس المصري على تسريع عملية التغيير المرتقب

TT

بعد رحلة علاج دامت 17 يوما في ألمانيا هى الأطول منذ توليه الرئاسة عام 1981، عاد الرئيس المصري حسني مبارك إلى مصر، مصحوبا بتأكيدات الإطباء المعالجين بأنه استعاد لياقته البدنية وباستطاعته مباشرة مهام الدولة فورا، وسط توقعات بأنه سوف يباشر بسرعة عملية التغيير التي تترقبها البلاد.

وقال متحدث باسم المستشفى الذي عولج فيه مبارك إن الرئيس المصري غادر المستشفى في الساعة الواحدة بعد الظهر (أمس الأربعاء) مستقلا طائرة هليكوبتر إلى مطار ميونيخ حيث استقل طائرة أخرى إلى القاهرة. وقال مايكل ماير رئيس الفريق الطبي الألماني المعالج إن مبارك، 76عاما، لا يعاني الآن من أي ألم. وأكد في بيان أمس «مريضنا في كامل لياقته وبمقدوره ممارسة مهامه الرسمية فور عودته». غير أنه أشار إلى ضرورة أن يظل مبارك يمارس تدريبات رياضية لاستكمال عملية التأهيل بعد العملية الجراحية. وأشار إلى أهمية هذه التمارين للمعدة أيضا.

كان مبارك قد خضع، في مستشفى خاص للعظام بمدينة ميونيخ الألمانية، لعملية جراحية لإزالة انزلاق غضروفي.

وعندما حطت الطائرة في مطار القاهرة، أذاع التلفزيون المصري لقطات قصيرة لوصول الرئيس. وبدا مبارك قادراً على السير بمفرده ودون أية مساعدة. كما كان مبتسماً لدى مصافحته مستقبليه مرتدياً بدلة كاملة وربطة عنق. وقد هبط من الطائرة سائراً على قدميه وصافح كبار مستقبليه من الوزراء ورجال الدين.

وقد قطع التلفزيون ارساله ليذيع على الهواء مباشرة لحظة وصول مبارك إلى المطار. ثم أذاع التلفزيون عقب ذلك لقطات أرشيفية لأنشطة سابقة للرئيس مبارك ولقاءاته مع عدد من الشخصيات العالمية وزيارته لعدد من مواقع الانتاج في مختلف أنحاء مصر.

وخلافاً لتكهنات راجت حول احتمال توجه الرئيس مبارك فور عودته إلى منتجع شرم الشيخ الساحلي على البحر الأحمر طلبا للراحة والاستجمام بعد شفائه وبعيداً عن الأجواء السياسية والاقتصادية للعاصمة المصرية، فإن مصادر الرئاسة المصرية قالت ان الرئيس فضل العودة إلى مقر اقامته بضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة) لمتابعة نشاطه المعتاد.

وفور عودته أصدر مبارك قراراً جمهورياً بالغاء مضمون القرار الجمهوري الذي سبق أن أصدره قبل سفره بمنح الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء صلاحياته وسلطاته الدستورية والقانونية طوال فترة غيابه.

وقالت مصادر الرئاسة إن القرار يعتبر لاغياً منذ لحظة وصول الرئيس مبارك الى أرض مطار القاهرة.

وتقول مصادر دبلوماسية غربية إن عودة مبارك الى القاهرة بدلاً من توجهه كما كان متوقعاً إلى شرم الشيخ تعد مؤشراً قوياً على اعتزامه تسريع عملية التغيير الوزاري والحكومي التي طال انتظارها وتأجلت بسبب مرضه.

وبدا أمس أن الرئيس المصري لا يفضل أن يتم استقباله بقصر الرئاسة بمظاهرات شعبية وحزبية على غرار الاستقبال الذي حظى به بعد نجاته من محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لدى توجهه للمشاركة في اجتماعات القمة الأفريقية آنذاك.

وقالت مصادر مقربة من مؤسسة الرئاسة إن مبارك يعتقد أنه من الضروري التركيز على كيفية معالجة مشاكل المواطنين بدلاً من تسخير امكانيات الدولة في عملية مظهرية فقط. وتتزامن عودة الرئيس مبارك مع ترقب الرأي العام المصري اجراء تغيير وزاري وحكومي موسع على الحكومة التي يترأسها الدكتور عاطف عبيد منذ عام 1999 بالاضافة إلى صدور قرارات تلغي العمل بقانون الطوارئ المعمول به منذ مطلع الثمانينات بالاضافة الى تعديل القوانين المقيدة للحريات.

واضافت المصادر ان الاطباء اكدوا ضرورة استمرار برنامج العلاج الطبيعي لعدة ايام على الاقل قبل ان تأخذ الرئيس دوامة الحياة اليومية خصوصا ان هناك برنامجا حافلا ينتظره يتعلق بالتغيير المتوقع الذي ربما ينطوي على حكومة جديدة تضاربت بشأنها التكهنات حول استمرار رئيس الوزراء الحالي الدكتور عاطف عبيد.

وقالت وكالة رويترز في تقرير لها من القاهرة إن مبارك يواجه عقب عودته موجة ارتياح عارمة لشفائه داخل الحكومة والحزب (الوطني) الحاكم، وتوقعات المعارضة بأن مشكلة ظهره قد تدفعه إلى التفكير في إجراء تغييرات سياسية استعدادا لخلافته.