مسعدوف يهدد الكرملين باستمرار الحرب عشرين عاما أخرى

TT

اعلن الرئيس الشيشاني السابق اصلان مسعدوف عزمه على مضاعفة جهوده في الحرب ضد موسكو، مشددا على وجود القوى اللازمة لاستمرار الحرب لمدة عشرين سنة أخرى. ونشر احد مواقع المقاتلين في الشبكة الالكترونية تصريحات مسعدوف التي سبق ان ادلى بها في اطار حديث اذاعي حدد فيه ملامح «مهام الغد».

وبينما اعرب مسعدوف عن استعداده للمباحثات مع موسكو، شريطة ضمان امن الشعب الشيشاني، قال ان الطريق الوحيد الذي يمكن ان يفضي إلى وقف اراقة الدماء على الارض الشيشانية يظل منحصرا في الهدنة والاتفاق. وقال مسعدوف في حديثه الذي نشرته شبكة «يوز رو» الالكترونية ان القادة الروس «يعيشون حالة من الارتباك ويفتقدون الرؤية والخطة المحددة». واشار إلى ان «خطتهم كانت تنحصر في الاعتماد على الرئيس الشيشاني السابق احمد قادروف» الذي اتهمه بـ«اقتراف ابشع الجرائم ضد الشعب الشيشاني». وقال انهم «لن يستطيعوا الوصول إلى مبتغاهم عن طريق الحرب او الغدر حتى لو استمرت الحرب لعشرات السنين، وحتى لو عثروا على قادروف آخر او عشرات من امثاله».

وقال ان المقاتلين الشيشان «يعرضون على الرئيس بوتين المباحثات سبيلا للتوصل إلى الحل المنشود» مشيرا إلى ان بوتين «يخدع نفسه» بدعوته من وصفهم بـ«المرتزقة» إلى الكرملين «والاستماع إلى اكاذيبهم وتوقع تغيير الاوضاع على اياديهم». ويربط المراقبون بين ظهور هذا الحديث واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الشيشان في اواخر اغسطس (اب) المقبل. وكان على الخانوف وزير الداخلية والمرشح الاوفر حظا في الانتخابات الشيشانية المرتقبة قد اعرب عن مخاوفه من احتمالات اقدام المقاتلين التابعين لشاميل باسايف على عمليات جديدة في المستقبل القريب من اجل اثارة عدم الاستقرار ليس في الشيشان وحدها بل وفي كل منطقة شمال القوقاز وفي روسيا بأسرها. وفي الوقت الذي تؤكد فيه المصادر الرسمية رفضها لاجراء اية مباحثات مع زعماء المقاتلين، من امثال اصلان مسعدوف وشاميل باسايف، كشف مراد زيازيكوف رئيس جمهورية الانغوش، الذي سبق ان تعرض لاكثر من محاولة لاغتياله، انه يمكن ان يؤيد أي حوار يمكن ان يجري داخل الشيشان. وأشار الى ان موضوع اجراء المباحثات مع أي من زعماء المقاتلين «يجب ان يتقرر على مستوى السلطة المركزية».

اما ميخائيل جريشانكوف، نائب رئيس لجنة الامن في مجلس الدوما، فقد كشف عن ضرورة الابتعاد عن اي مباحثات مع من وصفهم بـ«الارهابيين» استنادا إلى تجارب الاخرين في الساحة الدولية. لكن المسؤول البرلماني حذر في الوقت نفسه من «مغبة تجاهل تحذيرات مسعدوف واتخاذ كل الاجراءات اللازمة لاجتثاث جذورهم» على حد قوله. وبينما تناول جريشانكوف تصريحات مسعدوف الاخيرة في اطار الصراع على السلطة قال احمد زاكايف الممثل الشخصي لمسعدوف ان الخيار العسكري لحل النزاع القائم «لن يسفر عن نتيجة ايجابية» وان ما يطرحه مسعدوف حول المباحثات «يستند إلى ادراك الواقع التاريخي للمواجهة بين روسيا والشيشان التي تستمر على مدى قرون طوال». وقال ان الحرب «تدور ضد الشعب. والجيش الروسي في مثل هذه الظروف غير قادر على احراز النصر نظرا لأن المهمة المطروحة غير قابلة سلفا للتحقيق».