واشنطن تعلن أن المارينز حسون موجود بسفارتها في بيروت وعبيد ينفي.. ومعركة بالرصاص أمام منزله بطرابلس تحصد قتلى

TT

بعد بحث طويل وتشكيك بإمكانية العثور على المارينز اللبناني واصف علي حسون، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية أمس ان عنصر المارينز من اصل لبناني الذي اختفى في العراق أواخر الشهر الماضي توجه الى السفارة الاميركية في بيروت.

وقال المتحدث باسم الوزارة، ريتشارد باوتشر، ان حسون «موجود في السفارة الاميركية في بيروت» مضيفا «لقد تمكنا من الامساك به». واضاف ان حسون اجرى اتصالات مع السلطات الاميركية واتخذت ترتيبات لجلبه من منطقة محددة في بيروت عند الساعة 00.15 بتوقيت غرينتش.

وتابع باوتشر «اجرى اتصالا بنا وتم الاتفاق على مكان لملاقاته وتوجهنا لجلبه واحضاره الى السفارة». وأكد ان ليس بامكانه التعليق على الوضع العسكري لحسون او معرفة متى سيعود الى الولايات المتحدة.

وكان متحدث باسم السفارة الاميركية في لبنان صرح ان الجندي في مشاة البحرية الاميركية الذي اعلن خاطفوه الافراج عنه الاثنين، موجود في لبنان الا انه متوار عن الانظار.

وقد ولد حسون في مدينة طرابلس قبل ان يهاجر الى الولايات المتحدة.

وفقد في 21 يونيو (حزيران) الماضي قرب مدينة الفلوجة التي تشهد اضطرابات، غرب العاصمة العراقية.

لكن خلافا لما أعلنته واشنطن، اعلن وزير الخارجية اللبناني، جان عبيد، ان الجندي المذكور في لبنان ولكنه ليس في السفارة الاميركية.

وقال وزير الخارجية اللبناني، جان عبيد، لـ«الشرق الأوسط» انه وفقا لمعلوماته فان واصف حسون غير موجود في السفارة الاميركية وان اهله التقوا به صباح هذا اليوم (امس) في مكان لم يحدده الوزير، مرجحا ان يكون اللقاء قد تم في طرابلس.

ولدى سؤاله عن كيفية وصول حسون الى لبنان، قال الوزير عبيد انه لم يتابع هذا الامر، رافضا اعطاء تفاصيل اضافية. واضاف انه اتصل بعائلة حسون وتحدث مع شقيقه ليل اول من امس.

وقد سجلت في مدينة طرابلس مساء امس تطورات دراماتيكية ودموية على هامش قضية حسون، تمثلت في سقوط قتلى وجرحى، فقد شهد محيط منزل والدي واصف حسون في محلة ابي سمراء، في مدينة طرابلس، توترا حادا بين الصحافيين المرابطين في الشارع الذي يقع فيه المنزل وبين اقرباء حسون وتعرض بعض المراسلين الصحافيين للاهانة، وطلب منهم مغادرة المكان، وعملت القوى الامنية على اغلاق الشارع لتفادي الاحتكاك.

وقرابة الساعة السادسة من مساء امس حصل تلاسن واشتباك في محلة «الحارة البرانية» بين ابن عم واصف حسون ويدعى محمد حسون وبين بعض الشبان الذين اتهموا واصف بالعمالة لأميركا، مما دفع محمد الى اشهار مسدس واطلق النار فقتل على الفور كلا من مصطفى الحلبوني ورضوان احمد، فيما اصيب 3 أشخاص بجروح، وشهدت المنطقة توترا وعمد بعض اقارب الضحايا الى احراق محلات للسجاد في المنطقة تعود ملكيتها لأقارب حسون. وتكثفت الاتصالات وضربت القوى الامنية طوقا حول المنطقة التي يقطنها شبان ينتمون الى حركات اسلامية تعترض على الوجود العسكري الاميركي في العراق.

وكان واصف علي حسون، جندي «المارينز» الاميركي اللبناني الاصل، الشغل الشاغل لوسائل الاعلام اللبنانية التي جهدت امس لمعرفة مكان وجوده بعد تضارب المعلومات عن وصوله الى لبنان عقب اطلاقه من قبل خاطفيه في العراق، من دون ان يتم تأكيد اي من المعلومات بهذا الشأن.

من جهتها، قالت عائلة واصف حسون انها لن تؤكد وجود ابنها على قيد الحياة ما لم تره بأم عينيها وتحتضنه. وأبلغ سامي حسون، شقيق واصف «الشرق الأوسط» انه لم يتلق اي اتصال من وزير الخارجية اللبناني جان عبيد بهذا الخصوص، كما ذكر في بعض وسائل الاعلام، لافتاً الى ان الاخير يردد ما تتناقله الاخبار عن شقيقه.