عراقيات يجتزن دورة عسكرية في الأردن والمرأة العراقية تشارك في بناء الجيش العراقي

TT

الزرقاء (الاردن) ـ اف ب: اختتمت مجموعة ثانية من المجندات العراقيات تضم 39 امرأة أمس تدريبات استمرت عشرة اسابيع باشراف اميركي في الاردن، ستسمح لهن بالالتحاق بالجيش العراقي.

وعشية حفل التخريج في الكلية العسكرية في مدينة الزرقاء الواقعة على بعد نحو 28 كلم شمال شرق عمان، اعربت عدة منجدات عراقيات عن املهن في ان يتمكن من تشكيل نواة الجناح النسائي في الجيش العراقي الجديد للمرة الاولى في تاريخ بلدهن.

كما عبر العديد منهن في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية عن املهن في نجاح مهماتهن في المستقبل وفي اعادة اعمار العراق.

وقالت سميرة احمد وهي كردية عراقية «اتمنى ان نكون كلنا نواة الجيش العراقي الجديد للمرأة». وعلى الرغم من الانجازات التي حققتها المرأة العراقية ومشاركتها في عدد من المجالات العملية والمدنية والسياسية والحزبية وحتى في بعض الاجهزة العسكرية حيث شغلت مناصب ادارية، فانها لم تشغل مناصب عسكرية في الميدان او في وزارة الدفاع.

وقالت شيرين فاضل احمد، 23 عاما، ان «بلدنا يحتاج الينا وسنقدم له الكثير». ودورة تدريب المجندات العراقيات هي الثانية التي تعقد في الاردن بتنظيم من كل من قوات التحالف والسلطات العراقية والاردن.

وكان تخريج مجموعة اولى من 11 من المجندات العراقيات جرى في التاسع من يونيو (حزيران) الماضي. وقد منحن رتبا تراوحت بين ضابط ورقيب بعد عودتهن للعراق. ومن المقرر ان تمنح خريجات المجموعة الثانية رتبهن العسكرية عند مغاردتهن عمان اليوم، بينما ستقوم وزارة الدفاع العراقية بتحديد مهامهن في وقت لاحق.

وبدأ الاسبوع الماضي تدريب مجموعة ثالثة واخيرة في مشروع التدريب الحالي. وتضم هذه المجموعة الاخيرة اربعين عراقية من مختلف الاعمار ويتوقع ان يتم تخريجها في سبتمبر (ايلول) المقبل.

ويأتي تدريب المجموعات الثلاث في اطار اتفاق بين الاردن والعراق وقوات التحالف. وتدربت النساء العراقيات اللواتي تتراوح اعمارهن بين عشرين و44 عاما وبعضهن متزوجات، في عدد من المجالات النظرية والعملية من بينها اللياقة البدنية واستخدام الاسلحة والرماية والقوانين العسكرية.

وقالت بشرى مناف،44 عاما، الاكبر سنا بين المشاركات في الدورة التي تخرجت الخميس ان مرحلة ما بعد الحرب في العراق شهدت ولادة تنظيمات نسائية وتقلدت المرأة مناصب وزارية لكن وضعها في ما يتعلق بحرية الحركة تراجع. وتشير هذه السيدة بذلك الى الاوضاع الأمنية وعمليات الاغتصاب والتحرش والملاحقة التي تعرضت لها الكثير من النساء. وتابعت بشرى مناف وهي ام لولدين احدهما مهندس ان «المرأة اكتسبت شيئا وخسرت آخر». واكدت العديد من العراقيات انهن حصلن على دعم عائلاتهن قبل المشاركة في الدورة. ومن بينهن وهران شلال،23 عاما، التي قالت ان والدها وهو ضابط عسكري متقاعد من كلية الاركان ببغداد حثها على المشاركة في الدورة التدريبية. وقالت «اوصلني الى المطار لكنه بدأ قبل السفر بثلاثة ايام يحدثني عما سأراه وما سأمر به».

وقالت زينب عبد الرحمن ناصر التي تخرجت من كلية الهندسة العام الماضي، «سافعل كل ما يطلب مني من واجبات عسكرية بدون تردد»، واضافت «نحن لا نخاف ونملك التصميم والعسكريون يقتلون».

واوضحت الاميركية تريش موريس وهي برتبة عقيد في الجيش الاميركي ان «بامكان المجندات العراقيات ان يقمن بما لا يمكن لآخرين القيام به فيما يخص تفتيش النساء» في الوقت الراهن، مشيرة الى اهمية ذلك في مجتمع محافظ كالمجتمع العراقي. واوضح الكولونيل كيم سميث في الجيش البريطاني ان تدريب المجندات العراقيات في الاردن حيث التشابه في الثقافتين سهل الامور. ويجري في الاردن تدريب الاف من افراد الشرطة العراقية الجديدة ومئات من عناصر الجيش الجديد.

وقالت المسؤولة عن مشروع التدريب في الجانب الاردني المقدم خلود حماد ان الصعوبة «الحقيقة والاولى لنا كمدربين (كانت) كيف ننقلهن من الحياة المدنية الى الحياة العسكرية» وهو الامر الذي يتطلب تغيير نمط حياتهن. وتشكل النساء نحو 50% من سكان العراق البالغ عددهم نحو 23 مليون شخص.