هجوم كاسح للجيش اليمني على أنصار الحوثي ومحاكمة رئيس محكمة بتهمة ترويج أفكاره

الرئيس اليمني: الحوثي مريض وشاذ في أفكاره وتحاورنا معه سنة ونصف السنة بدون جدوى

TT

قالت مصادر محلية في محافظة صعدة ان الوحدات العسكرية في القوات المسلحة وقوات الأمن اليمنية شنت هجوما كاسحا على اتباع رجل الدين حسين بدر الدين الحوثي. وقالت ان هذا الهجوم الكبير اسفر عنه سقوط العديد من انصار الحوثي قتلى وجرحى وان اعدادا اخرى من المتمردين بدأوا يفرون باستخدام السيارات الى مناطق وقرى مجاورة لمنطقة الهجوم. وأكدت ان الطائرات الهليكوبتر والأطقم العسكرية تقوم في الوقت الراهن بمطاردة اتباع الحوثي. ورجحت المصادر المحلية في محافظة صعدة بشمال اليمن ان يكون الحوثي من الفارين من جراء هذه المعارك الشرسة التي تشهدها منطقة مران في مديرية حيدان. وتوقعت المصادر ان تحسم هذه المواجهات والمعارك التي دارت في هذه المنطقة على مدى اسبوعين في غضون الساعات القادمة.

وتقوم السلطات اليمنية بالتحقيق مع رئيس المحكمة الابتدائية في مديرية حراز الواقعة الى الغرب من العاصمة صنعاء على بعد نحو 40 كيلومترا. وقالت المصادر الحكومية امس ان هذه التحقيقات مع القاضي محمد علي لقمان تأتي تمهيدا لمحاكمته بتهمة الاثارة للفتنة في اوساط المواطنين في منطقة حراز. وقالت ان القاضي لقمان قام بالترويج للأفكار الإمامية الظلامية لحسين بدر الدين الحوثي. واشارت الى ان رئيس هذه المحكمة جند عددا من الشباب في مديرية حراز ودفعهم لمناصرة الحوثي. وكان مجلس القضاء الاعلى في اليمن قد اتخذ قرارا برفع الحصانة القضائية عن القاضي لقمان كي تتمكن الاجهزة اليمنية من القيام بالاجراءات القضائية بحقه ومن ذلك التحقيق معه بموجب القوانين السارية في البلاد في مثل هذه الامور. وذكرت المصادر ان هذه التطورات تعتبر من تداعيات المواجهات بين الحكومة وانصار الحوثي وان المواطنين في حراز أغلقوا المحكمة تعبيرا عن الاحتجاج على تصرفات رئيس محكمتهم ومحاولته اثارة الناس ودعوتهم الى مناصرة حسين بدر الدين الحوثي.

وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وصف مساء اول من امس الداعية اليمني المتطرف حسين بدر الدين الحوثي المتحصن مع انصاره في المنطقة الجبلية الوعرة شمال غربي اليمن بانه «مريض» و«شاذ في افكاره».

وقال الرئيس اليمني اثناء زيارته أول من أمس الى كلية الشرطة والمعهد العالي للضباط «لعلكم سمعتم حديثي قبل أيام مع العلماء وقد تحدثت حول سلسلة من الخطوات التي اتبعت حول ما يسمى الحوثي، هذا المريض، وكان العلماء في الحقيقة صادقين ومخلصين ومتفهمين، بأنه شاذ في افكاره ويتحمل مسؤولية نفسه، ولكن لا تؤخذ أي فئة بجريرة ما فعل».

واضاف الرئيس اليمني «هؤلاء الذين يسمون بالفئة البسيطة الضالة في محافظة صعدة نحن لنا أكثر من سنة ونصف السنة ونحن نحاورهم، ولكن من ضعف عقول الناس اعتقدوا بأن الدولة تتهاون وتسمح وتسكت وتغض النظر وان ذلك ضعف من النظام السياسي».

وأكد الرئيس صالح «ان الثورة قامت ووحدت الأمة على أساس نظام جمهوري.. وليس هناك مشكلة.. لكن هناك قوى متطرفة خارجة على القانون تقول لا، هؤلاء قوى ضالة قوى شغب يجب أن نتصدى لها بحزم ويتصدى لها كل أبناء الوطن».

واضاف «هؤلاء مثيرو فتن ومثيرو الشغب من أجل مصالحهم الأنانية»، مؤكدا ان الدولة تصبر، «أنا عندي صدر رحب أصبر ولكن للصبر حدود».

وكان الرئيس اليمني دعا السبت الماضي الحوثي الى تسليم نفسه واعدا اياه بمحاكمة عادلة. وقال خلال لقاء مع عدد من العلماء متوجها الى الداعية المتمرد «تعال وسلم نفسك وأنا أحيلك للقضاء العادل حول التهم المنسوبة إليك وعلى هؤلاء العلماء ان يعينوا محامي (الدفاع) الذين يريدون».

ويقول ناشطون مقربون من الحوثي ان الداعية المتطرف يحظى بدعم ما بين ألف وثلاثة آلاف متمرد مسلح متحصنين معه في المناطق الجبلية الوعرة.

وحسين بدر الدين الحوثي النائب السابق في البرلمان اليمني (1993 ـ 1997) هو نجل احد كبار مراجع الطائفة الشيعية. وبلغ عدد القتلى في الاشتباكات الدائرة منذ 18 يونيو (حزيران) في المناطق الجبلية الوعرة بمحافظة صعدة 166 على الاقل، بينهم 125 من انصار الحوثي و41 من قوات الجيش والأمن.