إسرائيل ترتكب مجزرة ضحيتها 10 فلسطينيين وتدمر 25 منزلا في غزة

قوات الاحتلال تعترف بإصابة ضابط و5 جنود في شمال القطاع وتهدم منزل ناشط من كتائب أبو علي مصطفى

TT

في واحدة من أكثر عملياتها دموية منذ ان شرعت في حملة «الواقي الامامي» ضد المقاومة الفلسطينية في شمال قطاع غزة قبل حوالي الاسبوعين، ارتكبت قوات الاحتلال امس مجزرة في بلدة بيت حانون، راح ضحيتها عشرة فلسطينيين، بينهم 6 مقاومين، وأُصيب العشرات. وهدمت 25 منزلا في مخيم خا يونس جنوب القطاع. واعترفت قوات الاحتلال باصابة ضابط و3 جنود بجراح تتفاوت بين بالغة جدا ومتوسطة في شمال القطاع وجنديين اخرين في جنوبه.

ففي تمام الساعة الواحدة والنصف من فجر امس تقدمت قوة من 20 عنصرا من وحدة «شمشون» باتجاه منزل الشيخ ناهض عبد العزيز ابو عودة، القائد الميداني في «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس الكائن في طرف احد بساتين البرتقال في البلدة. وكما افاد شقيقه فقد انتبهت العائلة الى نباح الكلاب في المنطقة بشكل واضح، الامر الذي دفع احد افراد العائلة لاستقصاء الامر, فشاهد اشخاصا في ازياء مدنية يندفعون بحذر باتجاه المنزل.

في هذه اللحظة اتصل افراد العائلة بناهض الذي كان في بيته الذي يبعد عن منزل عائلته بضعة امتار، فامتشق سلاحه على عجل وتمترس خلف احد الاكشاك في البستان يقع في غير الاتجاه الذي سلكه الجنود. وعندما وصل الجنود الذين كانوا يتحركون بحذر شديد من اجل مباغتته، اطلق الشيخ النار عليهم من الخلف فأصاب 4 من بينهم قائد الوحدة. ثم قتل ابو عودة بعد اشتباك استمر نصف ساعة. يذكر ان ابو عودة كان المرافق الشخصي للشيخ صلاح شحادة، القائد العام لـ«كتائب القسام»، الذي اغتيل في يونيو (تموز) 2002 .

في الوقت نفسه كانت قوة اخرى تقتحم بيت حانون من الناحية الغربية، حيث اخذ جنود الاحتلال مواقع لهم في بساتين غرب البلدة، التي يستخدمها المقاومون, وسيطروا على اسطح العديد من المنازل المشرفة على هذه البساتين. ووقع عدد من مقاومي كتائب القسام القسام وكتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي, في فخ قوات الاحتلال التي فتح جنودها النار من اسلحة اوتوماتيكية مزودة بكواتم صوت، الامر الذي اودى بحياة خمسة مقاومين واربعة مدنيين من بينهم زوجة احد المزارعين وهي جميلة يوسف ابو هربيد التي قتلت عندما اطلت برأسها من باب منزلها لاستقصاء الوضع. والقتلى هم يوسف احمد الزعانين ونصر الدين ابو هربيد، وزاهر ابو هربيد ونعيم كفارنة، وهم من كتائب الاقصى, وحامد ابو عودة من سرايا القدس. في حين لم يتم التعرف على المدنيين الثلاثة الذين تعذر اخراجهم منها بسبب قصف طائرات الهليكوبتر.

وفي اعقاب المجزرة، شرعت قوات الاحتلال في عمليات تجريف واسعة النطاق في المكان فاقتلعت الالاف من اشجار الزيتون والبرتقال، فضلا عن تجريف الدفيئات الزراعية.

وفي جنوب قطاع غزة دمرت قوات الاحتلال خمسا وعشرين منزلا في مخيم خان يونس للاجئين. وذكر شهود عيان ان حوالي اربعين دبابة تصحبها عدد من الجرافات، اقتحمت المخيم فجر امس. وعبر مكبرات الصوت امر جيش الاحتلال سكان المنطقة باخلائها في غضون عشر دقائق، وقبل ان تنقضي المدة شرعت جرافات الاحتلال في تدمير المنازل. وادى الهلع الذي تملك الناس في المنطقة الى دفعهم للفرار باتجاه قلب مدينة خان يونس. وشوهدت النساء وهن يهربن باطفالهن على عجل. وتكرر المشهد الذي عادة ما يتكرر في عمليات التدمير، حيث اخذ الاباء يقومون بالقاء اطفالهم من الطوابق العليا الى من يتلقفهم على الارض. وشوهد المقعدون وذووهم يدفعون كراسيهم المتحركة على عجل باتجاه الشرق.

وتصدى المقاومون للقوات الغازية، الامر الذي ادى الى اصابة اثنين من جنود لواء جفعاتي برصاص المقاومة، في حين اصيب خمسة من الفلسطينيين احدهم طفلة في العاشرة من عمرها.

وكشفت كتائب القسام امس ان محاولة الاغتيال الفاشلة التي تمت بعد ظهر اول من امس في مدينة غزة استهدفت عددا من كوادر جهازها العسكري. وفي بيان اصدرته قالت ان «صورايخ طائرات الأباتشي الصهيو ـ أميركية استهدفت سيارة تقل مجموعة من مجاهدي كتائب القسام في شارع صلاح الدين وسط مدينة غزة». واكد البيان نجاح عناصر «القسام» من الفرار من السيارة بعيد سقوط الصاروخ الاول على مقدمتها، حيث لم يصب أي منهم باذى.

وفي قرية كفر قليل هدمت قوات الاحتلال منزل امجد مليطات حنني عضو كتائب ابو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية الذي قتل مع قائده في عملية اغتيال فجر الثلاثاء الماضي في مخيم عين بيت الماء المتاخم لمدينة نابلس.

وشنت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية وفجر امس حملة اعتقالات طالت عشرة من عناصر المقاومة في الضفة.