البرادعي ينصح إسرائيل بالجنوح للسلام باعتباره أنجع وسيلة ردع من النووي

TT

نصح مدير الوكالة الدولية للطاقة، محمد البرادعي، اسرائيل بالكف عن الاعتماد على الردع النووي. وقال ان السلام مع المحيط العربي يشكل انجع وسيلة ردع لاسرائيل بينما السلاح النووي فيها والتمسك به سيؤدي الى سباق تسلح في المنطقة، خصوصا بعد ان بات السلاح النووي في متناول كل يد تقريبا.

وقال البرادعي، الذي كان يتحدث في محاضرة في الجامعة العبرية: القدس، امس، بعد لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان عالم الذرة الباكستاني، عبد القادر خان، صانع القنبلة الذرية في الباكستان، نجح في اقامة علاقات تجارية مع لا يقل عن 20 دولة في العالم. وانتشار التكنولوجيا النووية على هذا النحو يعني ان السلاح النووي لم يعد مستحيلا بالنسبة للدول الكبرى او الصغرى.

وترك الامور تسير على هذا النحو سيكون مدمرا. لهذا فلا بد من الجنوح، عالميا واقليميا، الى سياسة التطهير من السلاح النووي. فهذا أسلم للجميع، بما في ذلك اسرائيل. ولهذا، فقد دعاها الى تغيير استراتيجيتها العسكرية تماما. وكان البرادعي قد طرح هذا الرأي خلال لقائه مع شارون في القدس المحتلة، الذي دام ساعة. وقال في اعقابه ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ابدى تجاوبا مهما معه ووعده بأن يفتح موضوع التسلح النووي في المفاوضات مع دول المنطقة مع الانتهاء من تطبيق المرحلة الاولى من خطة «خريطة الطريق». وبدء تطبيق المرحلة الثانية منها، أي جنبا الى جنب مع مفاوضات التسوية النهائية.

ورفض البرادعي هجوم شارون على ايران واتهامها بالسعي للتسلح النووي، وقال ان ايران تتعاون تماما مع الوكالة الدولية للطاقة النووية وقد جمدت نشاطها في مجال تخصيب اليورانيوم. واوضح ان ايران وصلت بهذا النشاط الى نسبة تخصيب 54%، وهي متقدمة، ولكن لكي تصل الى مستوى بناء قنبلة نووية تحتاج الى 90%. ودعا البرادعي دول العالم الكبرى الى التعاون مع اوروبا في محاولتها التوصل الى صفقة شاملة مع ايران لوقف والغاء برامجها النووية تماما مقابل فتح الحوار معها وقبولها في المجتمع الدولي.

يذكر ان اللجنة الاسرائيلية للطاقة النووية، التي تستضيف البرادعي والوفد المرافق له، نظمت جولة بالطائرة في سماء اسرائيل لاطلاعه على مدى المصاعب الدفاعية خصوصا في الوسط، حيث لا يزيد عرض اسرائيل عن 12 كيلومترا (من شاطئ البحر المتوسط حتى الحدود الفلسطينية).

وقد حرص البرادعي، على التعليق بالقول ان الردع الامني لم يعد يقاس بالكيلومترات، مع انه ابدى تفهما الاحتياجات اسرائيل الامنية. واوضح ان ما يسد احتياجات اسرائيل الامنية بشكل حقيقي هو السلام العادل والثابت مع الفلسطينيين والدول العربية.

ولم تنزل طائرة البرادعي الى منطقة النقب في الجنوب الاسرائيلي، حتى لا يتمكن من الطيران فوق الفرن الذري في ديمونة. كما لم يقترح الاسرائيليون على ضيفهم ان يزور هذا المفاعل، لأنهم ما زالوا يصرون على ابعاده عن الرقابة الدولية. والبرادعي نفسه، كما قالت مصادر اسرائيلية، لم يطلب زيارة المفاعل لأنه يعرف الجواب مسبقا.

وتجدر الاشارة الى ان البرادعي اشاد بالتعاون بين الوكالة واسرائيل في مجالي: منع تسرب الاشعاعات النووية ومنع وصول الاسلحة النووية الى التنظيمات الارهابية، حيث ان اسرائيل وقعت على معاهدتين بهذا الشأن. ثم اشاد بالقدرات الاسرائيلية في مجال استخدام الذرة في الزراعة والطب. ووقع على اتفاقية لدعم وتمويل مشاريع بحث في المجالين مع وزير الصحة الاسرائيلي، داني نافيه.