أولمرت سيحاول إنقاذ العلاقات التركية ـ الإسرائيلية من المأزق

TT

بعد التدهور في العلاقات التركية ـ الاسرائيلية في الاسابيع الاخيرة، قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، ايفاد نائبه الأول وزير التجارة والصناعة، ايهود اولمرت، الى انقرة في الاسبوع المقبل، ليلتقي رئيس الحكومة، رجب طيب اردوغان في محاولة لانقاذ هذه العلاقات من مأزقها. وسيحاول اولمرت في هذا اللقاء شرح وجهة النظر الاسرائيلية بخصوص العلاقات مع الفلسطينيين وترتيب لقاء بين اردوغان وشارون.

وكانت هذه الازمة انفجرت في اعقاب التصعيد الحربي الاسرائيلي في رفح، حيث قامت اسرائيل بهدم مئات المنازل الفلسطينية وقتل عشرات الفلسطينيين وبينهم المدنيون وتشريد 3000 فلسطيني. فأعلن اردوغان ان اسرائيل تدير سياسة ارهاب الدولة، التي تزيد خطورة عن ارهاب الافراد والتنظيمات. وعاد اردوغان ليكرر تصريحه هذا ويزيد عليه. واستدعت وزارة الخارجية سفيرها في تل ابيب للتشاور، الامر الذي اشعر الاسرائيليين بخطورة الموقف وخشوا ان تلغي تركيا صفقات الاسلحة مع اسرائيل، التي تدر لحساب الجيش الاسرائيلي اكثر من 1.5 مليار دولار في السنة. وقدروا ان الموقف التركي ناجم عن حسابات سياسية تتعلق برغبة انقرة في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. ولعل هذه التصريحات كانت بمثابة اشارة من تركيا الى انها مستعدة لاستبدال اسرائيل بالاوروبيين في هذه الصفقات.

الا ان الموساد الاسرائيلي رأى ان سبب هذه التصريحات هو جهل اردوغان بالسياسة الاسرائيلية. فاسرائيل تقيم علاقاتها بالأساس مع القيادات التقليدية في تركيا ومع قيادة الجيش التركي بالأساس، بينما لم تقم اية علاقات معمقة مع القيادة السياسية الجديدة في الحكومة التركية، وفي مقدمتها اردوغان والحزب الاسلامي المشارك في الحكم. وعليه، بادر اولمرت الى هذه الخطوة. وقرر السفر الى انقرة لفتح قناة اتصال مباشر بين شارون واردوغان.

يذكر ان الادارة الاميركية كانت تدخلت في الخلاف بين تركيا واسرائيل. وقد تكلم الرئيس الاميركي بوش شخصيا مع اردوغان لتسوية الخلاف.