بوش يلتقي العاهل المغربي في واشنطن .. والصحراء والعراق وآفاق اتفاق التبادل الحر تتصدر مباحثاتهما

TT

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس، امس في واشنطن محادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش، الذي اعلنت ادارته في وقت سابق المغرب «حليفا اكبر لواشنطن خارج حلف شمال الاطلسي»، الامر الذي يعزز موقع الرباط كحليف مميز للولايات المتحدة في العالم العربي. واعقب المباحثات غذاء عمل نظمه الرئيس بوش على شرف عاهل المغرب. ولم يتسن لـ«الشرق الاوسط» الاتصال بالمسؤولين المغاربة المرافقين للملك محمد السادس لمعرفة اجندة مباحثات القمة الاميركية ـ المغربية، بيد ان مصادر مطلعة قالت ان قضية الصحراء على ضوء استقالة الوسيط الدولي جيمس بيكر، والوضع في منطقة المغرب العربي، وأيضا الوضع في العراق سيتصدران مباحثات الرئيس بوش مع الملك محمد السادس. وحول العراق، اعلنت الرباط ان المغرب مستعد لتنظيم دورات تدريبية لعناصر الجيش والشرطة العراقيين على اراضيه.

وكان رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي اكد في بغداد انه وجه رسائل الى العاهل المغربي وعاهل البحرين وسلطان عمان لتشارك بلدانهم الى جانب دول اخرى في قوة متعددة الجنسيات. واكد المغرب قبل ايام من الطلب العراقي، انه لا ينوي ارسال جنود الى العراق. وتأتي زيارة الملك محمد السادس لواشنطن عقب توقيع البلدين الشهر الماضي على اتفاقية التبادل الحر.

وكان المتحدث باسم البيت الابيض، سكوت ماكليلان قد صرح عند الاعلان عن هذه الزيارة ان الرئيس بوش «سعيد جدا باستقبال مسؤول دولة حليفة قريبة من الولايات المتحدة، منحها الرئيس اخيرا صفة حليف اكبر غير عضو في الحلف الاطلسي، ووقعت معها الولايات المتحدة اتفاقا للتبادل الحر». وفي سياق ذلك، اكد النائب الجمهوري بيل توماس (كاليفورنيا) رئيس «لجنة السبل والوسائل» ان مجلس النواب الاميركي قد يصوت قبل نهاية شهر يوليو (تموز) الجاري على اتفاق التبادل الحر.

وقال النائب توماس بمناسبة انعقاد جلسة للجنة خصصت لتقديم هذا الاتفاق: «اعتزم عرض هذا الاتفاق على التصويت» قبل 26 يوليو (تموز) الجاري.

وخلال هذه الجلسة دافع بيتر ألجيير ممثل المساعد الاميركي في التجارة الخارجية مجددا عن الاتفاق، مبرزا العمل الذي قام به المغرب لتحرير تجارته واصلاح اقتصاده. وقال ان المغرب يحترم مبادئ المنافسة وتحرير الاقتصاد.

من جهة اخرى، تحدث ألجيير عن الانعكاسات الايجابية لهذا الاتفاق على اقتصادي البلدين، مؤكدا على اهمية الموقع الجيو ـ ستراتيجي المتميز للمغرب وكذا الامكانيات التي يتوفر عليها.

من جهته، قال وزير الاتصال المغربي الناطق الرسمي باسم الحكومة، نبيل بن عبد الله، إن زيارة الملك محمد السادس للولايات المتحدة «تأتي لتطبع بشكل اكبر القرب القائم بين البلدين» ولتمكن من مناقشة القضايا ذات الطابع الدولي، بما فيها الوضع في الشرق الاوسط.

واعتبر الوزير بن عبد الله في تصريحات صحافية انه «يمكن القول اليوم ان العلاقات بين الرباط وواشنطن على احسن ما يرام».

وذكر بان الولايات المتحدة تشكل بالنسبة للمغرب، والعكس صحيح، «شريكا استراتيجيا». واضاف الوزير بن عبد الله، ان الولايات المتحدة تعتبر المغرب ـ في اطار الحلف الاطلسي ـ شريكا رئيسيا. وقال بن عبد الله ان الولايات المتحدة تقدم «الدعم الضروري للقضايا الرئيسية لبلادنا في مجال الدمقرطة والاصلاحات الاقتصادية بل ايضا في ما يتعلق بقضيتنا المركزية المتعلقة بالوحدة الترابية للمملكة».