«المؤتمر العربي الإقليمي للمرأة» في بيروت:لم تحضر أي سيدة أولى والوفد العراقي الأرفع مستوى

TT

الخيبة الاولى في «المؤتمر الاقليمي العربي.. عشر سنوات بعد بكين دعوة الى السلام» الذي بدأ اعماله امس في بيروت، تمثلت في غياب السيدة سوزان مبارك التي كان يفترض ان تلقي كلمة الافتتاح الرئيسية، كما ورد في البيان الصحافي عشية انعقاد المؤتمر لأنها رائدة لحقوق المرأة في العالم العربي، وكونها اطلقت في شرم الشيخ عام 2002، «حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من اجل السلام».

وهذه الخيبة لم تكن الوحيدة، فالغياب شمل الكثيرين من المدعوين والمدعوات الذين وردت اسماؤهم في البيانات الاعلامية للمؤتمر. وبالتالي لم تحضر المؤتمر اي سيدة اولى بما في ذلك عقيلة رئيس الجمهورية اللبنانية اندريه لحود، راعية المؤتمر التي ترافق الرئيس في عطلته السنوية في فرنسا بعد زيارتين قام بهما الى كل من بولندا وروسيا البيضاء.

ولوحظ ان الوفد العراقي هو الارفع مستوى في هذا المؤتمر، اذ ترأسه نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي برهم صالح، الذي حضر اسماً وغاب فعلاً عن جلسة الافتتاح ليحضر جلسة العمل الاولى، على ذمة ما قال المنظمون، اضافة الى خمس وزيرات في الحكومة الحالية. كذلك لمع نجم الوفد الفلسطيني، لاسيما وزيرة الشؤون الاجتماعية انتصار الوزير (ام جهاد) وفدوى البرغوثي زوجة مروان البرغوثي وليلى خالد.

وسحبت بطاقة الوفد الليبي عن المقاعد المخصصة له في اللحظات الاخيرة، لتخلفه عن الحضور.

ومع ذلك ورغم غياب بالجملة واحتجاجات صحافية واسعة لوضع الاعلاميين خارج القاعة، تقبلها بسعة صدر وابتسامة متسامحة المسؤول الاعلامي في «اسكوا» نبيل ابو ضرغم، سارت اعمال اليوم الاول وفق البرنامج الرسمي المقرر. وبدأت بكلمة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان تلتها الامينة العامة لـ«الاسكوا» الدكتورة ميرفت وعرضت الانجازات والعقبات التي رافقت طوال عشر سنوات تنفيذ منهاج عمل (مؤتمر) بكين في الدول العربية في دراسة احصائية قدمتها فاطمة قاسم. وأهم هذه الانجازات كانت في ارتفاع النسبة المئوية لعمل النساء، اذ بلغت 29%. وعلى صعيد التعليم اشارت ارقام الدراسة الى ارتفاع نسبة المتعلمات في معظم الدول العربية، وان بقيت نسبة الامية مرتفعة لدى النساء، اذ بلغت 49% مقابل 27% للرجال.

وفي المشاركة السياسية سجل اعتماد مبدأ «الكوتا» للمرأة في بعض برلمانات الدول العربية، مثلا 30 مقعداً في المغرب و6 في الاردن. كما سجل دخول المرأة الى الحكومة كوزيرة للمرة الاولى، كما في البحرين مع تعيين وزيرة للصحة، وثلاث وزيرات في سلطنة عمان ووزيرة للتعليم في قطر ووزيرة لحقوق الانسان في اليمن وست وزيرات في العراق. كما سجل دخول المرأة في سلك القضاء للمرة الاولى في بعض البلدان، كما في مصر، وارتفاع نسبة النساء في هذا السلك كما في بلدان اخرى، اذ بلغت 40% في لبنان. لكن تبقى هذه النسبة متواضعة، فهي لم تتجاوز 5.8% مقابل 94.2% للرجال. وأهم العقبات التي سجلتها الدراسة كانت في عدم استقرار المنطقة بسبب النزاعات والحروب والاحتلال والحصار الاقتصادي والتدخل الخارجي في شؤون الدول واظهار المرأة بصورة سلبية في الاعلام وجرائم الشرف وتفشي البطالة في صفوف النساء.

وتحدثت تلاوي في كلمتها كوكيل للامين العام للامم المتحدة والامين التنفيذي للـ «اسكوا» فقالت عن الانجازات التي تحققت انه تم تأسيس المنظمة العربية للمرأة، وعقدت قمة عربية للمرأة عام 2000، وانشئت وزارات ومجالس ولجان للمرأة، وتمت مراجعة الكثير من القوانين، وأعطيت المرأة في الخليج حق الترشح والانتخاب في بعض الدول.