موسكو تدفع قواتها إلى أوسيتيا الجنوبية

TT

أعلنت مصادر روسية امس ان موسكو دفعت قواتها لحفظ السلام إلى بلدة فاناتي تحسبا لاحتمالات اندلاع مواجهة مسلحة بين القوات الجورجية وأنظمة ميليشيا من اوسيتيا الجنوبية. ويذكر ان روسيا اقترحت عقد مباحثات ثلاثية بين الاطراف المعنية لبحث تطورات الاوضاع في المنطقة. وكانت التفسيرات قد تضاربت حول اسر عدد كبير من المسلحين الجورجيين في اوسيتيا الجنوبية. وقالت المصادر الجورجية ان ما يقرب من مائتين من المسلحين الاوسيتيين اقتحموا فجر امس بلدة فاناتي الجورجية داخل اوسيتيا الجنوبية حيث قاموا بأسر خمسين من افراد قوات حفظ السلام المنوط بهم الخدمة هناك. وقالت المصادر الاوسيتية ان العملية «تمت في اطار تمشيط المنطقة واخلائها من التشكيلات المسلحة غير الشرعية». واعلن جيورجي خايندرافا، وزير الدولة الجورجي، قرار ارسال القوات اللازمة من اجل تسوية الموقف. وكشفت مصادر البلدة ان السكان توجهوا إلى القيادة الجورجية يناشدونها التدخل، وهو ما ينذر باحتمالات مواجهة مسلحة. واشارت ايرينا غاغلويفا، رئيسة لجنة الصحافة والاعلام في اوسيتيا الجنوبية، إلى ان عملية تمشيط المناطق الاوسيتية «تتم بدون اطلاق رصاص». وقالت ان ثلاثين من الاسرى كانوا مسلحين وان الجانب الجورجي لم يقدم قائمته بأسماء افراده من قوات حفظ السلام. وقالت ان الشهرين الاخيرين شهدا زيادة عدد افراد كتيبة حفظ السلام الجورجية في المناطق المتنازع عليها حتى ثلاثة آلاف جندي بدلا من العدد المقرر سابقا بستمائة فقط. وهذا فضلا عن اقامة 14 نقطة رقابة بدلا من ثلاث.

ومضت المتحدثة باسم اوسيتيا الجنوبية تقول ان الجانب الجورجي «سمح بنقل مقاتلين من فصائل «اخوان الغابة» و«الفيلق الابيض» التي كانت موجودة في منطقة غالسكي تحت ستار انهم من قوات حفظ السلام». واشارت إلى انه برر هذه العملية بالاحداث الاخيرة التي شهدت احتجاز التشكيلات الجورجية المسلحة لقول القوات الروسية لحفظ السلام.

وكانت القوات الجورجية، تحت الاشراف المباشر من جانب وزير الدفاع ايراكلي اكرواشفيلي، قد احتجزت شاحنتين محملتين بالعتاد العسكري بما فيها 160 من الدانات الصاروخية. وتقول مصادر غير رسمية باستمرار تدفق قوات الرد السريع الجورجية إلى منطقة النزاع. وكانت وزارة الخارجية الروسية قد اصدرت بيانا اعلنت فيه احتجاجها ضد هذه التصرفات التي وصفتها بأنها «استفزازية». واشار الكسندر ياكوفينكو المتحدث الرسمي باسم الخارجية إلى ان «تصرفات تبليسي تتناقض مع روح ونص الاتفاقية الموقعة حول اسس تسوية النزاع في 24 يونيو (حزيران) 1992». وقال انها «تهدف لتصعيد العنف وتنذر باحتمالات الصدام المسلح».

ومن جانبها اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان استمرار هذه التصرفات تجاه قوات حفظ السلام «تعطي الجانب الروسي كامل الحق في اتخاذ الاجراءات الجوابية المتكافئة تجاه الجانب الجورجي». وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة: «الوقت سابق لاوانه لكشف ماهية هذه الاجراءات. لكن اذا ارغمنا على القيام بها فسترغم العسكريين الجورجيين على التخلي عن رغبة امتحان صبر والتأكد من صلابة رجالنا لحفظ السلام في اوسيتيا الجنوبية وليس فقط فيها وحدها». واشارت مصادر الوزارة إلى نشر عدد من النقاط الاضافية لقوات حفظ السلام بعد حادث استيلاء القوات الجورجية على الشاحنتين العسكريتين الروسيتين.