النمسا تودع رئيسها الراحل وتنصب رئيسا جديدا

TT

أدى هاينز فيشر، رئيس النمسا الجديد، اليمين الدستورية امس في احتفال مقتضب خيم عليه الحزن لوفاة سلفه الرئيس الراحل توماس كليستل قبل يومين فقط من انتهاء فترة رئاسته الرسمية.

وانتخب فيشر، 65 عاما، وهو من «الحزب الاشتراكي الديمقراطي» في ابريل (نيسان) الماضي بغالبية 52.41% من الاصوات مقابل 47.59% لمرشحة الحزب المحافظ الحاكم ووزيرة الخارجية بينيتا فيريرو ـ فالدنر. وكان قد وعد وقتها بالدفاع عن حياد البلاد في مواجهة تغييرات تسعى اليها حكومة يمين الوسط. وقلص حفل تأدية اليمين الدستورية امام جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان في الوقت الذي أعلنت فيه النمسا الحداد اربعة ايام على كليستيل الذي توفي يوم الثلاثاء بعد ان توقف قلبه مرتين يوم الاثنين مما أحدث خللا في وظائف الاعضاء.

وقال الرئيس الجديد، بعد ان أدى اليمين وهو يقف امام علم النمسا وقد وضع عليه شريط الحداد الاسود: «أود ان اخصص كلماتي الاولى كرئيس لسلفي وما قدمه في حياته». واضاف الرئيس الجديد: «التزم بان اقوم بواجباتي على قدر ما استطيع. فليساعدني الله في هذه المهمة». وجرى حفل القسم بحضور ارملة الرئيس الراحل مارغريت كليستل لوفلر والرئيس الأسبق كورت فالدهايم والمستشار المحافظ وولفغانغ شويسل وجميع اعضاء الحكومة والسلك الدبلوماسي. وكان فيشر يعتزم الاحتفال بتوليه المنصب لكنه الغى كل مظاهر الاحتفال وتوجه فور تأدية اليمين ليلقي نظرة وداع على جثمان كليستل.

وبعد القسم عقد البرلمان جلسة «حداد» قبل ان يتوجه فيشر برفقة اعضاء الحكومة ورئيسي مجلسي النواب الى القاء النظرة الاخيرة على جثمان توماس كيلستل المسجى منذ اول من امس في القصر الرئاسي.

ومنصب الرئاسة في النمسا شرفي الى حد كبير. لكن صوت الرئيس يحسب في القضايا المهمة ويمكن ان يؤثر على تشكيل الحكومة. كما انه القائد الاعلى لجيش النمسا الصغير. ومن المقرر ان تشيع جنازة رئيس النمسا الراحل،71 عاما، الذي كان ينتمي الى «الحزب المحافظ»، غدا.

وكان كليستل قد دخل المستشفى مرتين عام 1996 بسبب صعوبة التنفس. وفي أزمته الاخيرة ظل تحت تأثير المسكنات ووضع على جهاز تنفس صناعي. وكان من المقرر ان يتنحى كليستل عن السلطة امس بعد ولايتين مدة كل منهما ست سنوات. وحظي كليستل باحترام النمساويين بعد ان اصلح جانبا كبيرا من الضرر الذي لحق بصورة البلاد على الساحة الدولية بعد الكشف عن دور الرئيس السابق كورت فالدهايم والامين العام الاسبق للامم المتحدة في الجيش الالماني تحت قيادة الرايخ الثالث بزعامة ادولف هتلر. وانتخب كليستل الذي ينتمي الى حزب الشعب المحافظ رئيسا للنمسا عام 1992 بعد ان ترك العمل الدبلوماسي.