سجينات النظام السابق يطالبن بأخذ معاناتهن بعين الاعتبار في محاكمة صدام

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: تطالب السجينات العراقيات السابقات في ظل نظام صدام حسين بأخذ معاناتهن وآلامهن بعين الاعتبار في محاكمة الرئيس السابق، وقد تعرضن في عهده لالوان التعذيب والمحاكمات السريعة من دون محامين والسجن لاعوام مديدة.

وتجمعت مئات السجينات السابقات امس في المسرح الوطني في بغداد للتنديد بـ«الظلم» الذي لحق بهن، اذ تم تغييب معاناتهن عن الاتهامات السبعة التي يواجه الرئيس السابق في اطارها تهمة ارتكاب «جرائم في حق الانسانية»، ومن ضمنها غزو الكويت (1990) ومهاجمة اكراد حلبجة بالغازات السامة (1988).

وقالت انعام حسن وهي مهندسة اعتقلت بين 1981 و1986 «نريد ان نرفع اصواتنا وان نتكلم عن كل النساء اللواتي تم اعدامهن، والنساء اللواتي قضين شبابهن خلف القضبان وحرمن فرصة الزواج». وانشأت انعام حسن مع عدد من السجينات السابقات مطلع 2004 لجنة السجينات العراقيات، وتنتسب الى هذه الجمعية الآن الف امرأة 95% منهن شيعيات، في حين ان معظم الاخريات كرديات. ومعظم ضحايا صدام ابان الثمانينات هم من الشيعة، وقد اتهمن بالانتماء الى حزب الدعوة، وهو حزب اسلامي اسسه عام 1958 آية الله محمد باقر الصدر الذي اغتاله النظام السابق مع شقيقته نور الهدى عام 1980. وتعرض اعضاء حزب الدعوة الى قمع وحشي ومنظم من قبل النظام البعثي وخصوصا بعد عام 1979 عندما اتهموا بتاييد نظام الثورة الاسلامية في ايران. وروت رئيسة اللجنة ايمان عزيز «ان العديد من النساء زج بهن في السجن بين 1981 و1991، وكنت احداهن. اتهمت بالانتماء الى حزب الدعوة وارتداء الحجاب».

وتأمل نساء الجمعية في ان تدافع الحكومة المؤقتة عن قضيتهن. وقد حضر الى المسرح الوطني نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري، الرئيس الحالي لحزب الدعوة. كما شارك في الاجتماع عمار الحكيم نجل عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. وقال «صحيح اننا اضطررنا لتوجيه الاتهام الى صدام، الى اصدار سبع تهم، غير انه من الممكن اصدار تهم اخرى وسنرى فيما بعد».

وكانت سحر جابر في الثانية والعشرين من العمر عام 1984 طالبة فيزياء في جامعة الموصل وتشارك في اجتماعات حزب الدعوة السرية. وتؤكد «كنا نتكلم في امور الدين ولم نكن نفكر في حمل السلاح». وذات يوم حضرت الشرطة واقتادتها معصوبة العينين الى جهة مجهولة بذريعة استجوابها «لوقت قصير». وقالت سحر «مرروا هراوة كهربائية على جسدي. ضربوني على رجلي بسلك معدني ثم ارغموني على القفز في مكاني. كانوا يطلبون مني كشف اسماء اصدقائي. لو اعترفت بانني منتسبة الى الدعوة، لكانوا قتلوني على الفور». وخضعت الفتاة فيما بعد لجلسات كهربائية وتم تعذيبها يوميا على مدى تسعة اشهر ليحكم عليها في نهاية الامر بالسجن المؤبد. وتؤكد اليوم وقد بلغت الثانية والاربعين «يجب ان يحكم بالاعدام على صدام لما فعله ايضا للعراقيات. لكن قبل ان يتم اعدامه، اريده ان يرى العراق الجديد».