مسلسل الاختطافات يطال مترجما عراقيا وثلاثة سواق هما بلغاريان وفلبيني

أفراد من أسرة الرهينة الفلبيني يناشدون حكومتهم بسحب قواتها من العراق

TT

تنشط في الميدان العراقي مواجهة غير متكافئة بين متشددين مدججين بالسلاح من جهة، وبين ابرياء عزل يتعرضون للاختطاف على ايدي المجموعة الاولى، حيث قتل بعض الضحايا من غير ان يكونوا قد ارتكبوا أي ذنب سوى انهم من الاجانب.

لكن هذه المواجهة فقدت حتى المبرر المزعوم بدفع الاجانب الى الخروج من العراق، عندما طالت العراقيين انفسهم ايضا من النساء والرجال وقتلهم او التمثيل بهم وهم احياء بتهمة عملهم كمترجمين او سواق او عمال في شركات اجنبية تعمل في العراق.

ففي مدينة الرمادي اكد مصدر في الشرطة العراقية قيام مسلحين مجهولين باختطاف مترجم عراقي يعمل مع القوات الاميركية في هذه المدينة.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان «عملية الاختطاف تمت من قبل مسلحين مجهولين أول من امس، حيث تم اختطاف المترجم عمر عبد الجبار عبد الستار من امام منزله الذي يقع في حي الشركة وسط مدينة الرمادي وتحت تهديد السلاح».

واكد شاهد العيان باسل الكبيسي وهو من سكان المنطقة بانه رأى «اربعة مسلحين ملثمين يقودون سيارة اوبل زرقاء اللون قاموا باجبار المترجم على الصعود معهم في سيارتهم حينما كان واقفا امام بيته واقتادوه الى مكان مجهول».

في حين ما يزال فلبيني وبلغاريان في قبضة ارهابيين هددوا بقتلهم أمس في محاولة للضغط على مانيلا وصوفيا لسحب قواتها من العراق وللافراج عن سجناء. وتعهدت بلغاريا امس بعدم تغيير سياستها، وقالت الاذاعة البلغارية ان المخطوفين من سائقي الشاحنات هما لفايلو كيبوف وجورجي لازوف، مشيرة الى انهما رحلا الى العراق في 19 يونيو (حزيران).

ويعملان في شركة بلغارية تقوم بنقل السيارات المستعملة الى العراق على خط تركيا ـ سورية ـ العراق بشمال العراق وكانا في طريق العودة حين تعرضا للخطف حسب ما ذكرت قناة (بي.تي.في) التلفزيونية الخاصة استنادا الى معلومات من وزارة الخارجية البلغارية.

وقال وزير الخارجية البلغاري سولومون باسي لاذاعة بلغاريا ان «بلغاريا دولة مستقرة وسياستها الخارجية راسخة ولا يمكن ان نتوقع منها ان تغير سياستها الخارجية بسبب جماعة او اخرى». مضيفا «ليس لدينا اي نية للرضوخ لامر ما ولاي ابتزاز».

وقال باسي «سنقوم بكل ما في وسعنا لانقاذهم. لا يمكننا ضمان نجاحنا»، مضيفا انه لا يملك معلومات حول الوضع الصحي للرهينتين. واوضح ان صوفيا بدأت اتصالات مع الولايات المتحدة وكل الاخرين في التحالف، مشيرا الى ان الخاطفين لم يتصلوا بعد بالسلطات البلغارية. واكد انه تم تشكيل خلية ازمة في وزارة الخارجية في صوفيا. وادلى باسي بهذه التصريحات بعد يوم من اعلان جماعة يقودها الارهابي الاردني ابو مصعب الزرقاوي التي قطعت من قبل رأسي أميركي وكوري جنوبي في العراق، انها ستقتل البلغاريين خلال 24 ساعة مالم تفرج القوات التي تقودها أميركا عن السجناء.

وقالت عائلتا السائقين البلغاريين ان الاتصال انقطع فيما بينهما منذ عشرة ايام، وكان من المقرر ان يعودا الى بلغاريا قبل خمسة ايام، مشيرتين الى ان السائقين سبق لهما السفر الى العراق عدة مرات عبر الحدود التركية «لكنهما دخلا الى العراق في المرة الاخيرة عبر الاراضي السورية». وفي الفلبين ناشدت أسرة السائق الفلبيني المخطوف انجيلو دي لا كروز، 46 عاما، ويعمل سائق شاحنة في السعودية، حكومة مانيلا امس السعي لاعادته الى البلاد وطلبت عائلة العامل الفلبيني من الرئيسة الفلبينية غلوريا ارويو أمس الاستجابة لمطالب الخاطفين والانسحاب من البلد المضطرب.

وقال يوليسيز دي لا كروز، 15 عاما، ابن الرهينة بصوت متهدج في مقابلة تلفزيونية «ارجوكم ان تنسحبوا حتى يمكنه العودة الينا سالما». وقال «انني استعطف رئيستنا السيدة غلوريا بان تساعدنا. دعي الحكومة تتخذ قرارا قريبا بشأن ما يطلبون». وبدورها قالت ارويو انها تبذل كل ما بوسعها لاطلاق سراح الرهينة الذي كشف مسؤولون اخرون عن اسمه الا انها لم تتطرق الى مطلب الخاطفين بسحب القوات. وهدد الخاطفون بقطع رأس الرهينة اذا لم تستجب الفلبين لطلبهم بالانسحاب من العراق.

وصرحت ارويو في مؤتمر للمغتربين الفلبينيين انها ارسلت مبعوثا خاصا الى العراق ليقود الجهود من اجل تحرير الرهينة. وقالت ان المبعوث روي كيماتو توجه الى العراق «ليبذل ما في وسعه من الناحية الانسانية لضمان الافراج عن ابن وطننا».

وقال وكيل وزارة العمل خوسيه بريلانتس ان الحكومة لا تتفاوض حاليا مع خاطفي الرهينة، الا انها اقامت خطوط اتصال معهم من خلال وسطاء من بينهم الحكومة العراقية المؤقتة. فيما يحاول دبلوماسيون الاتصال بالمسلحين الذين يهددون بقطع رقبته ما لم تسحب مانيلا قواتها من هناك.